د.علي القرني
ليس غريبا أن نجد ردة الفعل من قبل إيران وأبواقها في مناطق النفوذ الإيراني على الأحكام الشرعية التي تم تنفيذها في عدد من مناطق المملكة.
وداخل إيران الأمور تحت طاولة خامنئي دائما في قم.. وما أن يطلق صفارته هذا المرشد، الا وباقي الأصوات داخل إيران وخارجها تعوي وتولول وتنتحب
.. في ردة فعل ليست غريبة ولم نعد نستغربها أبدا في ظل مسخ عقول هولاء واستعمار إيران لعقول أناس كنا نظن أنهم عقلاء..
إيران تنتحب لإعدام شخص واحد، بينما الحرس الثوري الإيراني يقتل ويعدم آلاف السوريين الأبرياء ومنهم أطفال ونساء وشيوخ وعلى مدى خمس سنوات وجميعهم من أهل السنة (للإحاطة فقط). والسيد حسن نصر الله ينتحب ويهدد لإعدام شخص، بينما قوات حزب الله تعدم وتقتل وتفتك بآلاف السوريين داخل سوريا (للاحاطة جميع من يقتلهم نصر الله من السوريين هم من أهل السنة).
إيران بدأت ليس من هذا الأسبوع ولكن منذ انطلاق عاصفة الحزم - وحتى قبلها - في تجييش أبواقها من الجنود المرابطين في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من مناطق النفوذ على المملكة وعلى دول التحالف العربي، ولهذا فقد وجدت في تنفيذ أحكام الإعدام مناسبة جديدة تطل من خلالها على العالم العربي وتعلن من جديد هجومها الطائفي على المملكة وعلى علمائها وعلى مواطنيها وعلى القيم السعودية. ليس غريبا تجييش ايران لأصوات هنا وهناك للتنديد بهذا الإجراء الشرعي للمملكة، وليس غريبا أن يلقى مثل هذا الإسفاف السياسي صدى في أروقة مؤيدي النظام الإيراني التوسعي.
من استمع الى السيد حسن نصر الله الأحد الماضي تعليقا على تنفيذ الإعدامات للارهابيين سيجد انه كان متشنجا الى درجة عالية، ومن الملاحظ أن نصر الله قد فقد هدوءه المعتاد منذ أن لاقت قواته في سوريا الخسائر وأصبح بانتظام يستقبل جنازات جنوده يوما بعد يوم ولاقى خسائر كبيرة، ولهذا فإن خسائره قد زادت ونفسيته تعكرت مع استمرار مقاومة المعارضة لقواته وقوات النظام وتكبد قواته خسائر بشرية كبيرة حتى وصلت الى قادته الميدانيين، إضافة الى تفاقم أزمته داخل المنظومة السياسية اللبنانية. ليس غريبا ان يفقد نصرالله سيطرته على الكلام ويسفسف دون منطق بما لا يصدقه عقل او تثبته وقائع، ويتهجم على الكيان السعودي الكبير.
نصر الله بات متشنجا منذ أن لاقت قواته خسائر كبيرة في سوريا، ونصر الله متشنج منذ أن بدأت عاصفة الحزم التي فوتت على ايران تأسيس حزب الله صغير في اليمن، ونصر الله متشنج بعد إعدام الإرهابيين من الموالين لإيران وخاصة من تنظيم القاعدة التي لازالت ايران تأويه وينضوي تحت سيطرتها، وينفذ أجندتها السياسية. لسنا مستغربين ابدا أن يأتي نصر الله كعادته مباشرة بعد تصريحات خامنئي ويستجر ما قاله خامنئي، ويريد ان يعلن انصياعه الكامل للمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة..
وليس غريبا ايضا اصوات أخرى في ابواق إعلام موالية لإيران ومظاهرات مفبركة مصنوعة بأمر ايران ان تكون في مواقع نفوذ ايراني تحاول ان تسترعي انتباه الإعلام في تلك الدول، ولكن جميعها تتساقط مع الوقت، والحق هو مع أهل الحق.
إن الاعتداءات الإيرانية على حرمة السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد هو تشنج ايراني صارخ معتاد دائما في مثل هذه المواقف، وقطع العلاقات السعودية مع ايران هو ردة فعل طبيعية جدا لمثل هذه الانتهاكات الإيرانية على السفارة السعودية في طهران، وتعود العالم الهجوم على سفاراته كلغة اعتاد عليها منذ نشوء الجمهورية الخمينية في ايران.
ويتغاضى خامنئي ايران ونصرالله حزب الله عن أن هولاء الذين تم إعدامهم جاء الحكم عليهم لثلاثة أسباب محورية. (اولا) حكم الشرع فيهم لمحاربتهم الله ورسوله وإجماع الأمة. (ثانيا) ما قاموا به من أعمال إرهابية من قتل وتدمير وتحريض. (ثالثا) دعوات أهالي الشهداء والقتلى والمصابين للسلطات السعودية ان يتم تنفيذ حكم الشرع على هولاء القتلة والمجرمين الإرهابيين.
وأخيرا، فإن المملكة العربية السعودية قد نفذت احكام الشرع وفق آيات وأحاديث وبشواهد وأدلة على من تم القصاص منهم، ولن تأخذنا لومة لائم، ما دمنا نحكم شرع الله ونطبق أحكام القرآن والسنة المحمدية. ويجب ان يدرك العالم في ظل الحالة الإرهابية التي يشهدها ان من ينفذ أعمالاً إرهابية ومن يحرض عليها ومن يخل بالأمن ومن يعكر صفو الحياة العامة مآله إلى مثل هذه النهايات..