موضي الزهراني
في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي كانت المملكة العربية السعودية بقيادة والدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-، على رأس قمة الاهتمام السياسي والأمني العالمي بعد تنفيذ حكم الشرع في (47) شخصية إرهابية، أفسدت وأرعبت وقتلت من النفوس البريئة الآمنة في بلادنا الكثير، وحكم القصاص هو أقل ما يمكن تنفيذه في كل من يعث في الأرض فسادًا، وسيكون رسالة قوية سريعة بالغة الأثر والتأثير في كل من يخطط للتخريب وإثارة الفتن والتحريض على نظام أمننا وأماننا! والأهم من ذلك لا بد أن نتناول هذا الحدث العالمي والتاريخي للقضاء على الإرهاب من زاوية علمية (أسرية - نفسية) حتى نتوقف على الأسباب المؤدية والدافعة للإرهاب، ونعمل على القضاء عليها منعًا لتكرارها، لأن المجال وارد ومتوقع بظهور شخصيات أخرى غير متوقعة تخطط للتخريب والفساد الأمني في بلادنا! وهذا بلا شك دور مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية من حيث إعداد دراسة اجتماعية أمنية فكرية ذات سبق علمي على مستوى العالم، عندما تكون عينة الدراسة (الأسر التي نشأ فيها 47 إرهابيًا من مختلف المناطق) التي بلا شك بياناتها الأساسية متوفرة لدى وزارة الداخلية وبالإمكان الاستفادة منها للوقوف على الآتي:
- التاريخ التطوري للوالدين، ومستواهما العلمي والثقافي والمادي.
- التكوين الأسري والتغيرات التي مرت به، والخبرات الصادمة والأليمة التي قد واجهتها الأسرة.
- أساليب التنشئة الاجتماعية المتخذة في تلك الأسر وطرق التعامل مع أفرادها، وأثر ذلك على تكوينهم الشخصي.
- قياس أكثر التغيرات تأثيرًا على ذلك (الابن) سواء كانت نفسية أو مادية أو دينية، وكانت دافعة له للانضمام للجماعات المتطرفة والإرهابية، ومعرفة مدى تكرارها وتشابهها مع الشخصيات الأخرى ضمن هذه القائمة الإرهابية!
- ولا يخفي على القائمين في المركز بأنه يوجد في التشخيص النفسي ما يسمى بالشخصية المضادة للمجتمع التي تُسمى «بالشخصية السيكوباتية» فهذه الشخصية تكون غالبًا على قدر من الذكاء العملي، ولا تعرف الولاء، وسلوكها كله معادٍ للمجتمع، والندم لا يخالج تصرفاتها، كما تعاني من العجز عن الأمتثال للمعايير الاجتماعية المتعلقة بالسلوكيات الجائزة قانونيًا! ويتجلى ذلك في تكرارها لأفعال تضعها تحت طائلة القانون، ويكون لديها نمط شامل من الاستهانة بحقوق الآخرين وانتهاكها الذي قد يحدث لديها منذ سن الخامسة عشرة، حيث يبرز لديها تكرار الكذب، واتخاذ أسماء مستعارة، والاحتيال على الآخرين لمآربها الخاصة أو متعتها الشخصية!
ومن أبرز أسباب تلك الشخصية «المضادة للمجتمع» الجوع الوجداني منذ الطفولة، وواجهت النبذ مبكرًا، إضافة إلى لمعاملة السيئة التي عاشتها داخل محيط الأسرة! فهذه المؤشرات الأسرية والنفسية خطيرة جدًا في تشكيل الشخصية الإجرامية (والإرهابية) التي لا بد من الاحتياط العلمي والأمني لعدم انتشارها وتكرارها مرة أخرى حتى لا يسيء ذلك لأمن البلد مستقبلاً!