د. عبدالعزيز الجار الله
لا تفهم إيران غير هذه اللغة من التعامل، لغة المواجهة المباشرة في: الدبلوماسية، والسياسية، والاقتصادية، والإعلامية، والاجتماعية, لغة قطع العلاقات وخفض التمثيل الدبلوماسي ووقف رحلات الطيران والتبادل التجاري.
إيران عاشت على تهديد الآخرين، كانت تهدد العالم العربي لأكثر من (35) سنة، وكانت تدّعي أنها زمن حكومة الشاه بأنها جندي المنطقة القوي، كما فهمت الرسالة خاطئة بعد ربيع العرب المتعسّر وأرادت أن تستمر في دورها التاريخي الذي تدّعيه, لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكشف عن وجه هذا الوحش الكاسر الذي استخدمت رمزيته في رسوماتها الجدارية بحضاراتها القديمة ليتكشف للعالم بعد حرب (8) سنوات مع العراق أنه وحش من ورق.
وأرادت أن تصنع لنا في شرق بلادنا نمراً فجاءت صلابة الموقف من قيادتنا سلمان الحزم - حفظه الله - ليُطفئ نار الفتنة، أرادته مثل حسن نصر الله في لبنان والحوثي في اليمن وبشار في سوريا وأحزاب شيعية في البحرين والكويت وجماعات في ليبيا وتونس ومصر، لكن قيادتنا وهذا بفضل الله تحركت في الوقت المناسب لوأد فتنة النمر الذي جعلت منه إيران آية وحجة وعالم دين وهو مغامر ضمن سلسلة من الأدعياء الذين يمرون عبر تاريخ الدول فأطفأ الله نوره ونارها, فهذا الذي جعل إيران تحترق وتحرق سفارتنا.
إيران بعد أن استحوذت على شعوب ومقدرات وأراضي: الأذار والبلوش والتركمان والترك والأحواز العرب وغيرهم من شعوب وسط آسيا، أرادت أن تعيش على هامش العرب ودول غرب الخليج العربي بنفس صورة آسيا الوسط عبر احتلالها الجزر الإماراتية، تحويل البحرين إلى دولة تابعة لها، تتوسع على حساب سيادة العراق، تضغط على تركيا من خلال الأكراد، تطوع سوريا سياسياً، تشيع الحكومة اليمنية، هذه الدولة - إيران - التي تعمل على إخافة الدول في الزمن السابق، لا بد أن تخاف في الدائرة الأولى من مواقف دول مجلس التعاون الخليجي العربية المقاطعة, وتخاف من الدائرة الثانية الدول العربية وجامعة دولها، والدائرة الثالثة الحلف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، والدائرة الأكبر منظمة العالم الإسلامي للجمها اقتصادياً والحد من تحركها داخل الدول بصفتها دولة غير مرغوبة ولا مرحب بها.
جميع الدول التي لها أطماع بمحيطها أطماع: جغرافية، سياسية، اقتصادية، ثقافية. انتهى مشروعها إلى الفشل، روسيا زمن الاتحاد السوفيتي وألمانيا زمن هتلر وإسرائيل بعد حرب 67م انتهى الحلم فتراجعت وحجّمت نفسها بعد المواجهات المتعددة من محيطها، إيران تواجه وتصطدم من دول وسط آسيا ومن دول غرب الخليج العربي، ولن تستوعب النهايات إلا بالعزلة السياسية والاقتصادية والثقافية مثل قطع العلاقات ووقف التبادل التجاري، ودحر الإعلام الإيراني المتطاول.