محمد المنيف
وفاء للمدينة (المنطقة) ولكل مبدع فيها وإصرار من أعضاء جماعة المدينة للفنون التشكيلية ألا يتوقف حضورهم الإبداعي. ثلاثة وثمانون معرضاً قلّ أن تقوم بها أي جماعة, ومع ذلك نافست جماعة المدينة المنورة للفنون التشكيلية إدارات وجمعيات وجماعات أخرى، ولن أكون مبالغاً إذا قلت إنها تنافس مثيلاتها في دول خليجية وعربية، وقد تمتد المنافسة إلى جهات رسمية أيضاً ذات علاقة بالفنون التشكيلية.
هذا الحضور وخصوصاً في جولة الجماعة الحالية التي تحمل رقم (25) والذي يقام لها معرض في المدينة المنورة, ويستمر شهراً وبما منحت من صالة دائمة لمعارض الجماعة من أمانة المدينة, كل ذلك يؤكد أن الجماعة حتى لو عاشت بياتاً إبداعياً كما حدث بين الجولة السابقة والأخيرة من فترة يمكن تقديرها بثلاث سنوات، إلا أن الجماعة لا تموت أو تتلاشى أو تتوقف.
ذلك دليل على قوة التلاحم وحكمة من يديرها والذين كما أعتقد يتم تنفيذ المهام بينهم بالتناوب لإتاحة الفرصة للبقية للمشاركة في الإعداد والتنظيم.
تلاحم بين الأعضاء وفاء للمدينة التي تشرفت الجماعة بالانتماء لها اسماً ورسماً, وتقديراً واهتماماً بإبداعهم وتأكيداً على الأهداف الذي أنشئت من أجله الجماعة.
جماعة يستطيع أعضاؤها لم الشمل مهما اختلفت الآراء، فالاختلاف أمر إيجابي، لكن الخلاف هو القاصم للظهر ومفرّق الجماعات والشواهد كثيرة.
أسسوا الجماعة للتعبير عن حبهم ووفائهم لمدينتهم وطبعوا معارضهم بروح المدينة وتراثها وأصالتها وقبل هذا وذاك جعلوا محبة كل مسلم لها عنواناً ورقيباً على كل لوحة أو منحوتة يبدعها أبناء هذه المدينة الطاهرة فكان ذلك شكلاً من أشكال الهوية وجزء من هوية الوطن عامة.
لقد حملت معارضهم الصورة الجميلة لكل تفاصيل المدينة المنورة فأصبحت الجماعة سفيراً سياحياً يعتز كل من في الجماعة بأن يكون جزءاً من هذه المهمة.
تحية من الأعماق للزملاء في الجماعة الذين يشكلون عقداً فريداً لا تنفرط حباته ولا تتصادم بقدر ما تتلألأ وتزين جيد الوطن وتمثله بحضورها دولياً.