سعد بن عبدالقادر القويعي
في عصر اشتبك فيه الديني بالسياسي، وفي ظل المطامع الفارسية للدولة الإيرانية في المنطقة العربية، والتي تستثمر أموالاً طائلة في وسائل غزوها الفضائي للعرب، كشف تقرير صادر من موقع « sat age «، المتخصص في رصد حركة الأقمار الصناعية حول العالم، وما تحمله من قنوات تلفزيونية، بأن هناك « 6 « قنوات إيرانية دينية موجهة إلى العرب، تبث من قلب تل أبيب، وتقف وراءها واحدة من أكبر شركات الاتصالات الإسرائيلية، والقنوات هي : « آل البيت، الأنوار، فدك، الحسين، العالمية، الغدير «، وجميعها رغم اختلاف مسمياتها، تتواجد على القمر الإسرائيلي « AMOS « أموس، من خلال شركة « RR Sat «، وتلبس رداء التشيع، وتتظاهر بالولاء لآل البيت، وتجتهد في تمرير الرؤية الإيرانية، وإقناع الجمهور العربي بها.
وتشير المصادر - أيضا - إلى وجود أكثر من 40 قناة فضائية إيرانية، تتكاثر بشكل مضطرد، وممنهج، وتبث عبر القمرين - نايل سات وعرب سات -. وتسعى بكل تفاصيلها، وأساليبها لترويج الثقافة الفارسية، وتنشر بين الفينة، والأخرى مضامين إلحادية صريحة، بل ومتطابقة تمامًا مع النموذج السياسي الإيراني، والمنطلقة من مدرسة دينيّة تبشيريّة للمذهب الشيعي الاثني عشري؛ بهدف إذكاء التعصب المذهبي، وبث الفتنة، واستمالة أبناء الفرق، والمذاهب الإسلامية الأخرى نحو التّشيع الإيراني.
سيبقى الخطر الإيراني موجودا، إذ لا تزال دولة المهدي هي الشعار الفعّال في كل ما يقدم من برامج على القنوات الشيعية، مع تصدير فكرة أن تلك القنوات ما هي إلا استكمالاً للمشروع المقدس المؤسس؛ لانتظار المهدي، وتمجيد الثورة الإيرانية، واللعب بورقة الطائفية، وتعزيز فكرة محوري - الممانعة و المقاومة - المزعومين. - وفي المقابل - سعيها إلى استهدف لدين الإسلام بالطعن، والتشويه، - ولذا - فإن المتتبع لوسائل الإعلام، يلحظ دون عناء مدى ضراوة هذه الحرب الشرسة، التي تشنها إيران على العالم الإسلامي من خلال بث عقائد الرفض المقيتة، و الترويج لولاية الفقيه.
إن التمايز المذهبي عبر أجندته الضيقة، وتوسعة رقعة الخلاف بين مختلف الأطراف، ونقل الخلافات المذهبية، والطائفية إلى الحيز العام، والذي يمارسه ملالي إيران عبر ذراع الإعلام الناعم، تراه موجودا حتى اليوم فاعلا، ومؤثرا فيما بين القوميات، والمذاهب، من خلال ما يعرف بالدستور الإيراني المذهبي المكتمل الأركان، وهو الأمر الذي بات يشكل خطرا يصعب السكوت عنه، وتتعاظم الخطورة إذا وضعنا في الاعتبار انتشار القنوات الفارسية كأرقام مخيفة.
إن إدارة دول المنطقة الجديدة للخطر الإعلامي الفارسي، لا بد أن يكون عبر رؤية جديدة أكثر حزما مع المشروع الإيراني، - لاسيما - وأن لديها الإمكانية لبناء مشروع مواجه لمشروع عمل المخابرات الإيرانية، المبني أساسا على بناء علاقات خيطية مع الأقليات الشيعية في كل الدول العربية، وغير العربية، فالأسس الوطنية، والقومية، والإعلامية لدول المنطقة واثقة، ومحددة، تستطيع من خلالها مواجهة المشروع الإيراني بكامله، ومن ضمنه كل الأطراف المتحالفة معه، - إضافة - إلى ضرورة قيام حكومات تلك الدول، والتي تمتلك القمرين الصناعيين - العرب سات، والنايل سات -، بالوقف الفوري لتلك القنوات التبشيرية الشيعية، وإلغاء التعاقدات معها.
قنوات شعارها الكذب، والخداع. وأسلوبها التضليل، والتطبيل. إنها قنوات الفتنة التي تنبع من مصدر واحد، جميعها يتبع الشيطان الأكبر للدولة الصفوية، وبمباركة من الولي الفقيه، حيث ترصد لها ميزانيات طائلة لإنجاحها في مهمتها الخبيثة؛ من أجل تصدير، وترويج الثقافة، والفكر الرافضي الايراني، وهو ما حذر منه - الدكتور - سالم عبد الجليل - وكيل وزارة الأوقاف السابق -، من أن : « انتشار قنوات المذهب الشيعي بهذا الشكل الذي نشاهده اليوم مثير للقلق، وسيكون لها تأثير بشكل كبير على المشاهدين حال متابعتها باستمرار؛ وذلك لأن الغالبية من المشاهدين ليس لديهم القدرة على التمييز بين الحق، والباطل؛ بسب الأمية الدينية التي تنتشر بين كثير من المسلمين «، مطالبا الجميع: « بضرورة إدراك خطورة هذه القنوات».