محمد المنيف
لا أظن أن رئيس أي بلدية من البلديات المنتشرة في وطننا الحبيب يجهل أن كل جميل أو قبيح في محيط بلديته يُنسب إليه.. ومن السهل معرفة مستوى رقي هذا الرئيس أو ذاك وحجم امتلاكه للقدرة على إحالة مدينته الصغيرة أو الأحياء الكبيرة في المدن التي تشرف عليها بلديته، إلى قطعة من الجمال من خلال متابعة ما تم ويتم من مشاريع في تلك المدن أو الأحياء من سفلتة أو أرصفة وما تبع ذلك من إزالة لمخلفات التنفيذ إذا استثنينا النظافة التي تقوم بها شركات متعهدة..
وهنا أستعيد الذاكرة إلى فترة السبعينيات الميلادية وما قام به الصديق (المتقاعد حالياً) عبد العزيز البرية رغم عدم حملة لأي درجة علمية تختص بالهندسة، حينما أوكلت له رئاسة بلدية روضة سدير فأحالها إلى قطعة من الجمال أصبحت وقتها حديث القاصي والداني ممن يمرون بطريق سدير - القصيم القديم، مع أن ما قام به كان قبل أن تتطور سبل التجميل والتحسين وإنشاء إدارات أو أقسام خاصة بها لم نزل نجهل أدوارها ولم نر لها أثراً مع ما سبق وإن طرحه الفنان الراحل محمد السليم من فكرة إضافة فنانين تشكيليين أعضاء في تلك اللجان قوبلت بتهكم المهندسين وكأنه تدخل في اختصاصهم..
أعود للصديق الأستاذ البرية، وكيف استفاد من دون تكلف من خلال ما تمنحه البيئة من إمكانيات كالحجارة ذات اللون البرونزي (البركانية) التي تشتهر بها بعض النواحي الصحراوية في المنطقة مع ما أضافه بفسائل النخيل ليضفي جمالاً دون إخلال بأصل الشكل الطبيعي في الحدائق ومدخل المدينة.. ما زالت روضة سدير تتقدم بقية من حولها من المدن وتتفوق عليهم من جانب التجميل..
للأسف الشديد إنني وغيري لم نر رئيس بلدية يتنقل في محيط عمله أحياء كانت أو مدناً صغيرة ويلتقي بالمواطنين (عشوائياً) ليسمع آراءهم.. شوارع أصبحت غير صالحة للمسير.. حفر تتلوها حفر يعبث فيها المقاولون من الباطن كيف ما شاؤوا.. ومتى شاؤوا. وأرصفة لم تستكمل فارغة من أي تكسيات وشوارع أخرى لم يكتمل رصفها...
هنا أعود للعنوان جازماً لو اُختير فنانون تشكيليون لرئاسة البلديات لاختلف الأمر، لأحالوا الأحياء إلى لوحات جميلة في كل جزء منها.. لا أعني أن يرسموا، بل ليضفوا حسهم الجمالي إلى الواقع عكس ما يتعامل به رؤساء البلديات من نظرة لا تتعدى حدود تسليم المشاريع لتخرج باهتة وغير مكتملة.. مع الاعتذار للمهندسين الذين لا يتجاوز إبداعهم حدود ورق الرسم الهندسي.
جميل.. قرار توحيد ارتفاع مقاس لوحات المحلات التجارية عكس ما كانت عليه من فوضى أدت سابقاً إلى تشويه الشوارع.. مع أن القرار لم يشمل كل المحلات وإنما البعض منها..
كما لا ننسى الخطوة الكبيرة لأمانات المدن في إنشاء الساحات الرياضية، مع ما يُؤمل أن يضاف لها مراكز ثقافية ليكتمل بناء الفرد جسدياً وفكرياً وإبداعياً.