د. خيرية السقاف
لأي مدى يشحذ همتك هذا الواقع الذي تتواتر فيه عجلة التغيير للأجمل, والإضافات لأيسر، وتتكثف فيه المستجدات للأميز, بدءاً مما يتحقق في الداخل, أو فيما يمتد إلى, ومع الخارج بتصعيد علاقات وطنك بالمجتمعات القصية والأدنى, والأبعد والأقرب, وتكثيفها إنماءً لمشاريع التعاون, وتبادل الخبرة, والمنجز, والفكرة, ولدفق كل الجداول من حولك بماء حياة جديدة متفوقة على وقفة الحصى عند قدميك..؟!
إلى أي مدى تشعر بأنك مقبل على مستقبل أكثر انضباطا لعلاقة الفرد بحاجاته, وأكثر ترشيداً لإسرافه, وأشد تقليصاً لانسياب دعته, وأمكن شداً على حبال تراخيه ؟
إلى أي مدى تشعر أنك ستكون مؤهلاً لمواجهة مسؤوليتك الذاتية على انفراد, ومسؤوليتك العامة في الشراكة على مستوى من حولك, وعلى مستوى من يشاركك أنبوب الضخ للماء, وكيبل الإيصال للكهرباء, وزهور الحديقة في الحي, وإشارات المرور على الطرقات..
وعلى مستوى دعم قرارات مجالس البلديات, وكبح رسوم التجاوزات, ومد السواعد للجدر المنقضة, والثقوب الخفية..؟ إلى أي مدى تنبض فيك ومضة السعادة بعلاقات وطنك التي اشتدت متانة ليكون لاسمك لمعة تفيض, ولمرورك حساباً في الثقة, ولكلمتك قوة في الحضور, إلى أي مدى سيكون تفاعلك حين تكون قد وضعت قدمك فوق ثرى وطن يتحرك, ينبض, يصنع, ينجز, يشارك, يتمدن, يتجاوز وقفة الآخذ, إلى نسج جسره الممتد الفاعل..؟
إلى أي مدى تشعر وأنت واحد تمثل قافلة إغاثة لاجئ في شتات, ومنقذ مدمر في حرب, وطبيب مقهور من اعتداء, ومأوى فاقد بلا رحمة..؟
ما مدى شعورك الآن ووطنك عصبة في أبجديات الانضباط, وحداً أحمر في قدرة التنفيذ محارباً الجريمة, مكافحا الإرهاب, درعاً مانعاً المفسدات..؟
بل شعلة وقيد لشمسٍ حين يتم شروق الأفكار فيه, وتتحقق رسوم الأهداف له, ويصل إلى تمام مشاريعه, ومخططاته، ستكون أنت من سيطلق تنهيدة طويلة, ويتمطى راحة, لا تنحني لك قامة, ولا تقصر لك رقبة، ولا يفت لك عضد, ولا ينقض لك بناء، وتتجلى حيث تتجه, وتثمر حيث تدب..
ألا تفرد نسيج وعيك, وتفكر كثيراً الآن فيما تتساءل لتجيب عن هذه الآماد التي تشعر بها, أو أنك سوف تفعل..؟!