أحمد الناصر الأحمد
الحميدي الثقفي شاعر يشعل قناديل قصائده من ضوء القمر.. زيتها وعي مشرق وأشعتها فكر مغدق.. الحميدي بفكره ووعيه وثقافته وتميزه الإبداعي قادر على استنبات الدهشة من تربة التفرد بعد أن يسقيها من مطر ابداعه ووعيه:
صاح بي/ صاحبي.. والليل عطر الكتابه
كيف نبني وطن للمتعبين اغتراب
كيف تطلع يدينك يارفيق الصبابة
وانت للتمر في شفتك طعم الغياب
قلت له: ظلك الناضح بريق ومهابه
اطعن الظل واكتب من دماه الجواب
من رقى نخلة الدفتر وشق السحابة
تغسله باحتمالات المطر والتراب
كلما خدرت صحو السؤال الاجابة
سال قيض تشجر من عروق السحاب
فوق نخل جنو طلعه وخانوا ترابه
وارتدوا فوق ثوب الطين.. طين الثياب
نجوى شفيفة.. بل صرخة عنيفة فيها عمق والق وشعر وشعور ونار ونور !.
أكرر دائما انحيازي للأسئلة واحب الشعراء الذين يطرحونها بوعي وذكاء والحميدي في مقدمة هؤلاء المتفردين.
المفردة.. الصورة.. وقبلها الفكرة.. تتجلى في هذا النص بمهارة مبدع عرف أن الشعر ليس بريق الخارج ولا جاذبية الشكل فقط.. بل قيمة الشعر في عمقه وجزالته وامتلائه من الداخل.
صبي الغيم يا سلمى لناسٍ غلابه
من عطشهم على الما يحلبون السراب
اظهري مثل نفحة برق.. والفجر غابة
واختفي مثل ورده في ظنون الكتاب
غصنها يعزل الما من سراب التشابه
والنسانيس ترسم به نوافذ.. وباب