أحمد الناصر الأحمد
لم يعد مقبولاً في هذا الزمن كتابة القصائد المطولة وفرضها على ذائقة متلقٍ أَلِف السرعة واعتاد الاختصار.. في الماضي كان الشعر هو سيد الحضور وعطر المسامرات واريج الجلسات والأسفار.. كان هو الصوت الأهم والنديم الأجمل والأسمى ! وكانت الذوائق متعطشة لهذا الفن الجميل كما هي المسامع.. لذلك كانت القصائد الطويلة والملاحم حاضرة ومطلوبة ومرغوبة.. الآن وفي ظل انتشار الأجهزة الذكية وتعلق الكبار والصغار بها وتتبعهم لكل ما تفيض به من معلومات ونقاشات وتنوع معرفي لا يعرف حدا ومن قبلها الإنترنت والفضائيات بكل تنوعها وصخبها، لم يعد يمتلك المتلقي وقتا ولا صبرا كافيين للاستماع لقصيدة طويلة ناهيك عن فهمها واستيعابها.. نحن في زمن السرعة وتضاؤل مساحات الصبر واتساع مساحات الانشغالات وتنوعها.
من وجهة نظري أن القصيدة المبنية على سبعة أبيات كحد أدنى وستة عشر بيتا كحد أعلى هي المقبولة والمستساغة الآن ! كما انها الأكثر قدرة على جذب اهتمام المتلقي متى ما كانت عامرة بالشعر نابضة بالإبداع.. القصائد الطويلة من المفترض إلا يلجأ لها الشاعر إلا في حالات خاصة وفي أغراض ومناسبات معينة لا تستوعبها القصائد القصيرة والمختصرة.. ماعدا ذلك فالوقت والذائقة تتجه صوب القصائد القصيرة والمضغوطة ! وتنفر من القصائد الطوال إلا في الاستثناءات التي أشرت لها.
خطوة أخيرة:
الشعر مابه مشكلة يا أهل الأشعار
المشكلة ناسٍ علينا تعيده
نفس الجُمل نفس الصور نفس الأفكار
كل القصايد تشعر إنه قصيدة
تكرار عمر الشعر ما صار تكرار
نفرح متى نلقى قصيدة جديدة