ناصر الصِرامي
تقول المملكة العربية السعودية، في هذا المفصل التاريخي إن العالم الإسلامي هو من يجب عليه القيام بدوره الحضاري والإنساني المسئول لمواجهة الإرهاب، وجماعاته الإجرامية، وهو بالتأكيد - أي العالم الإسلامي - مسئول عن تخليص العالم من وزر الجهاديين الذين لم يتوقفوا عن اختطاف الإسلام، والزج به في مقدمة الإرهاب الدولي، حتى صار الإسلام والمسلمون العنوان الأبرز لجرائمه وأعماله الدموية البشعة.
لقد وصل الإرهاب الداعشي إلى حد بشع في صوره وسلوكه وأفعاله ومجاهرته، حتى أصبح من الصعب نقض التهمة عنا كمسلمين وعرب بشكل أكثر تحديداً. وأصبح كل إرهابي مسلماً تقريباً أمام العالم..!
الشهر القادم تستضيف السعودية اجتماعاً بالغ الأهمية في تمثيله وعنوانه ومحتواه وأهدافه العليا، فالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي أعلن عنه سمو ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في مؤتمره الصحفي الأول والأشهر، سيلتئم في الرياض، في خطوة عملية أولى ورسمية، وسيكون الاجتماع محط أنظار العالم ، والشعوب الإسلامية التي أصابها خطر الإرهاب وجرائمه بشكل مباشر أو غير مباشر، مادياً ومعنوياً .
وبعد ثلاثة أشهر تقريباً من إعلان الأمير محمد بن سلمان، - في ديسمبر الماضي -، عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمكافحة الإرهاب، وتأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب بالعاصمة السعودية، يضم نحو 34 دولة بقيادة المملكة، منها 17 دولة عربية.
أصبحت الآن مرحلة التفعيل والإعلان الرسمي حدثاً منتظراً، لتطهير الأرض من رجس الإرهاب وخبثه وجرائمه، وحتى إسلامويته الكاذبة والمزيفة والقاتلة.
المعلومات المنشورة للقدرات البشرية والعسكرية للحلف الإسلامي العسكري، لمحاربة الإرهاب في العالم، ومحاربة أي منظمة إرهابية، مهما كان تصنيفها، تؤكد أن الحلف يمتلك مقومات بشرية وعسكرية ضخمة، إذ يشمل ملياراً وواحداً وثلاثين مليون نسمة من خمس وثلاثين دولة، بينهم أكثر من أربعة ملايين عسكري، وأكثر من خمسة ملايين جندي احتياط..!
هؤلاء يمكنهم استخدام أكثر من 2500 طائرة حربية، من ضمنها مقاتلات وقاذفات صواريخ والطائرات الاعتراضية، إضافة إلى ما يقارب من إحدى وعشرين ألف دبابة متنوعة المواصفات وأربعمئة وواحد وستين مروحية، وأكثر من أربعة وأربعين ألف مركبة قتالية أي مدرعات، إضافة إلى أن هذا التحالف يضم دولة نووية هي باكستان.