ناصر الصِرامي
ماذا لوكنت -أنت- سياسياً أو حتى مواطناً يهودياً عادياً وتراقب كل هذه الفوضى والخراب الذي يحدث في محيطك القريب، وعلى حدود دولتك المفترضة؟ .
بماذا تفكر وتشعر وأنت تشاهد لبنان وسوريا وبعض الفوضى في سيناء مصر، أو حتى العراق..؟..
هل سيصيبك القلق لوجود مثل هذه الفوضى الداعشية والمليشيات الحشدية وغيرها من عصابات الإجرام الكبرى؟..
هل سيصيبك حنق بالغ على ما تفعله طهران -مثلاً- من تأجيج للإرهاب، والدفع الواضح نحو حرب طائفية سنية -شيعية-؟..
هل ستضرك مغامرات حزب نصر الله التابع لإيران، ومقاوماته المزعومة وذرائعه الغبية، وصوته وشعاراته؟..
هل سيقلقك حياد دولة لبنان العظمى في قضايا الأمة العربية المصيرية..؟..
هل سيزعجك دخول تحالف عربي في اليمن لإعادة الشرعية، وردع إيران وأتباعها هناك؟.. بل هل سيضرك كل جهد يقام من أجل تكريس الفوضى وخلق سلسلة من الدول الفاشلة أو العرجاء من المحيط للخليج..؟
وهل تشجب أشكال التمويل الإيراني لكل تجمع طائفي متطرف من الخليج للمحيط.. وتوليد مليشيات مسلحة في كل دولة عربية؟..
هل يقلقك هجرة العرب القسرية نحو الغرب والشرق بفضل بشار الأسد وروسيا وإيران، وفوضى العراق وطائفيته القاتلة..؟..
هل ستتأثر عاطفياً للعرب الأعداء للعابرين البحر والأرض على أجنحة الموت بحثاً عن حياة..؟..
وهل يؤلمك هذا العدوان الروسي على ما أبقاه الأسد حياً أو قابل للحياة في الشام جنوباً وشمالاً..؟..
هل ستصعقك مناظر الموت والجوع لمئات الأطفال -الأعداء المحتملين- والنساء الذين يحاصرهم حزب الشر الإيراني في مظايا -مثلاً- وغيرها..؟..
بالتأكيد الجواب القاطع بـ»لا» النافية الكبرى، كل هذا الذي يحدث يمنح إسرائيل تفرداً مطلقاً ويفرض أجندة الأولويات، والتصرف في الشعب الفلسطيني وما تبقى له من أرض ممكنة.
طبعاً ذلك لا يعنى بالضرورة أن إسرائيل خلف كل هذا الوهن العربي مباشرة، لكنها بالتأكيد تستفيد من كل هذا الذي يحدث، وقد تستخدم أدواتها الضاغطة في العالم للصمت والتريث، ولابد أنها تصفق بحماسة وبصمت أيضاً للفعل الإيراني في محيطها.. ولكل فعل يزيد الفوضى وفشل عدوها الأول.. العرب..!.