ناصر الصِرامي
«.. إلا أن السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت إيران تريد العمل وفقا لقوانين الأنظمة الدولية، أو تريد أن تبقى دولة ثورية تسعى للتوسع والاستخفاف بالقانون الدولي. ففي نهاية المطاف، نريد إيران أن تعمل على معالجة المشكلات بما يمكّن الشعوب من العيش بسلام. إلا أن تحقيق ذلك يتطلب حدوث تغييرات كبيرة في سياسة إيران ونهجها، وهو أمر ما زلنا في انتظار حدوثه».
ختم وزير الخارجية عادل الجبير مقاله بجريدة النيويورك تايمز- والذي نشر في أكثر من صحيفة عربية وموقع الكتروني- في محاولة للإجابة على عنوان مقاله، «هل ستتغير إيران؟».
وإضافة إلى حواره المباشر مع قناة سي إن إن الأمريكية. فقد كان أسبوعا حافلا للوزير على المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، كان الوزير السعودي يقود حملة إعلامية لتصحيح المفاهيم عبر اعادة احياء الذاكرة العالمية بما تعنيه إيران، وعقيدة الشر التي وصلت للعالم، واحدثت اضراراً في اكثر من موقع على كوكبنا.
اختتمت الدبلوماسية السعودية الأسبوع بكلمة أمام الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد بمقر المنظمة بجدة، بالقول « لقد بلغ بحكومة إيران التحدي والاستفزاز إلى الدرجة التي يعلنون فيها، وبتفاخر أن بلادهم باتت تسيطر على أربعة عواصم عربية وأنهم يدربون (200 ألف مقاتل) في عدد من بلدان المنطقة، مما يشكل دليلاً واضحاً على سياسات إيران الحالية تجاه جيرانها ودول المنطقة العربية».
وكانت وزارة الخارجية السعودية نشرت ورقة حقائق مدعومة بالأرقام والتواريخ توضح حقيقة سياسات إيران العدوانية على مدى 35 عاماً، وشرحت الورقة في بيان مطول سجل إيران الاجرامي والعدواني منذ ثورتها في عام 1979 ، وهو تاريخ «حافل بنشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، والضرب بعرض الحائط بكافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية، والمبادئ الأخلاقية».
كشف حساب تاريخي ومفصل نشرته كافة وسائل الاعلام، اتمنى ان يترجم إلى كل لغات العالم دون استثناء، لربط سلوك إيران الحالي بتاريخ لم يتوقف للحظة عن اثارة المشاكل والقتل والتفجير ودعم المليشيات ضد الدول العربية، بل وضد الاستقرار العالمي.
والسعودية التي مارست سياسة ضبط النفس طوال هذه الفترة، رغم معاناتها ودول المنطقة والعالم المستمرة من السياسات العدوانية الإيرانية. لم تتوقف أبدا عن الآمال بعلاقات صحية متوازية تراعي حسن الجوار وعدم التدخل في المحيط الإقليمي والعربي.
«السعودية لطالما دعت إلى بناء أفضل العلاقات مع إيران، تستند إلى مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول، إلا أن دعوتها لم تحظَ بأي استجابة من قبل حكومة طهران سوى بأقوال تناقضها الأفعال الحقيقية على الأرض.»
وإذا كانت «السياسة الإيرانية تقوم في الأساس على ما ورد في مقدمة الدستور الإيراني، ووصية الخميني، التي تقوم عليها السياسة الخارجية الإيرانية وهو مبدأ تصدير الثورة، في انتهاك سافر لسيادة الدول وتدخل في شؤونها الداخلية تحت مسمى «نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها»، لتقوم بتجنيد الميليشيات في العراق ولبنان وسوريا واليمن، ودعمها المستمر للإرهاب من توفير ملاذات آمنة له على أراضيها، وزرع الخلايا الإرهابية في عدد من الدول العربية، بل الضلوع في التفجيرات الإرهابية التي ذهب ضحيتها العديد من الأرواح البريئة، واغتيال المعارضين في الخارج، وانتهاكاتها المستمرة للبعثات الدبلوماسية، بل مطاردة الدبلوماسيين الأجانب حول العالم بالاغتيالات».
تغير إيران يتطلب تغير مبادىء الثورة الخمينية، وتغير الدستور، وتغير عقيدة نظام الملالي بأكمله.
لذا ولسوء الحظ الجغرافي، ليس من المتوقع أو المنظور أن تتغير إيران.. أقصد إيران الملالي..!