أحمد الناصر الأحمد
قبل ثلاثة عقود تقريبا عٌرف وانتشر مايسمى بالنشيد الإسلامي وكان محكوما بضوابط صارمة ومعايير قوية - من حيث الكلمة واللحن - يصعب على أي منشد تجاوزها أو القفز فوقها.. كانت ألحان الأناشيد الإسلامية في بدايتها جديدة ومبتكرة وخالية من المؤثرات تماما سوا بعض المؤثرات البشرية الخفيفة التي لاتدركها إلا الأذن المتخصصة! كما أن قصائد الأناشيد تٌختار بعناية وهي في الغالب قصائد حماسية ووعظية تتناول قضايا الدين والأمة وتكرّس بعض القيم والأخلاق الفاضلة وكان الغزل مستبعدا ومنفيا عن تلك الأناشيد .. استمر حال النشيد الإسلامي على هذا النسق سنوات وبرز له روادا صنعوا له ولهم حضورا واسعا وجماهيرية كبيرة .. بعدها بدأ النشيد يتنازل عن بعض مٌسلماته وقناعاته ودخل الى ساحته اسماء جديدة تحايلت على النسق الموجود بإدخال بعض المؤثرات البشرية أولا والطبيعية ثانيا ثم التطريبية بعد ذلك! وانفتحت على أغراض شعرية جديدة لم تكن مألوفة من قبل بما فيها الغزل!. تسارعت الخطى في هذا الفن الجديد فظهرت الشيلة او الشلّة وانتشرت بشكل واسع وتداخلت مع النشيد وأصبح الفصل بينهما صعبا لغير العارفين المتخصصين بهما..
من هنا اتسعت دوائر الأناشيد والشيلات وأصبح وجود المؤثرات بكل أشكالها وأضحى التلحين بالآلات الموسيقية أمراً طبيعياً! وأصبح الفن الشعبي ساحة مباحة لأقتباس الألحان وسرقتها! كما أضحى الغزل الحاضر الأقوى في أغلب منتجات النشيد والشيلة بعد أن كان مستبعدا في السابق ودخل في المجال متطفلون من غير اهله ولم يصمد إلا قلة من المخلصين لهذا الفن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل دون تقنين أو محاسبة!.. لقد أصبح النشيد في الكثير من أشكاله والشيلات في الغالب من نماذجها أغاني مستترة أو متحجبة أو محتشمة! الكثير منها مكرور ورديء والقليل جيد وجميل!.