جاسر عبدالعزيز الجاسر
رغم كل ما قام به ما يسمى بحزب الله وحلفاء حزب الشيطان من جماعة عون إلا أن المملكة العربية السعودية حافظت على مؤازرة الشعب اللبناني بكل طوائفه، حيث أثبتت الأحداث أنها لم تكن على عداء مع أيّ مكون لبناني طائفي أو ديني أو سياسي كانت على مسافة واحدة مع الجميع.. وفي الوقت الذي ترسل الجهات الشريرة المعادية للبنان ولكل اللبنانيين الأسلحة والتفجيرات وتعمل على تحويل لبنان إلى دولة فاشلة، كما يفعل نظام ملالي إيران وحليفه نظام بشار الأسد. استمرت المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج العربية في إرسال المساعدات العينية والمالية، فالمملكة أصلحت ما دمرته الحملات العدائية الإسرائيلية وأودعت مليارات الدولارات في البنك المركزي اللبناني للحفاظ على اقتصاد لبنان قوي واهتمت حتى بالتفاصيل الدقيقة لحياة المواطن اللبناني بما فيها تسديد أقساط المدارس الخاصة.
كل هذه المواقف الداعمة والنابعة من شعور بالمسؤولية تجاه الأشقاء العرب لم ينسها اللبنانيون الشرفاء الذين وقفوا في وجه محاولات سلخ لبنان عن انتمائه العربي، فقد تنادت جميع القيادات اللبنانية السياسية والروحية، ووقفوا وقفة صف واحد في وجه معسكر أعداء العرب وأعداء لبنان الذين وجهوا الإساءة للبنان قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية. وبدءاً برئيس الوزراء اللبناني تمام سلام الذي ذكر بمواقف والده صائب سلام الذي إذ غضب ذكر بما يفعله الحليم إذ غضب.
فقد أوضح رئيس حكومة لبنان في مؤتمر صحفي حرص أن يعقده بعد انتهاء اجتماع الحكومة على اعتزاز وتقدير كل اللبنانيين لمواقف المملكة ومساندتها للبنان لكل اللبنانيين.. أقوال تمام سلام اعتبرت من كل من سمعها بمثابة اعتذار عما اقترفه وزير الخارجية جبران باسيل، الذي لم يفهم بعد هذه الوقفة الشريفة من اللبنانيين ولايزال يمارس غيه وانحرافه. وقد بدأ اللبنانيون يطالبونه بترجمة ما ردده من أنه اتخذ موقفه في القاهرة وجدة حفاظاً على الوحدة الوطنية؛ فإن اللبنانيين يطالبونه بترجمة ذلك بالاعتذار للمملكة العربية السعودية.. لأن كل اللبنانيين -سوى معسكر الشر المقصور على أنصار حزب الشيطان «حزب حسن نصر الله» وميشال عون الذين لا يزالون يجلبون الشر للبنان- يريدون من جبران باسيل أن يصلح ما خربه من علاقات مع أهم وأكثر العرب دعماً للبنان.
فالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية هم الذين جعلوا لبنان يقف في وجه كل محاولات تدميره والغائه، وأولهم حلفاء حسن نصر الله وميشال عون.. وبما أن الحفاظ على الوحدة الوطنية وتنفيذ رغبة اللبنانيين تفرض على باسيل ترجمتها، فإنهم وبصريح العبارة يطالبونه بالاعتذار علناً وبوضوح للمملكة العربية السعودية أو الاستقالة من منصب وزير الخارجية.. إذ لا يمكن لواحد مثله أن يشغل هذا المنصب الذي تعاقب عليه رجال السياسة والفكر اللبناني لينتهي إلى شخص لا يحسن إلا نقل إملاءات ملالي إيران.