جاسر عبدالعزيز الجاسر
بالرغم من الوضوح وثبوت القرائن على جرائم وإرهاب أحزاب ومليشيات وأنظمة، عملت - ولا تزال تعمل - على نشر الإرهاب وتعظيم الإجرام، إلا أن العديد من الدول، خاصة الدول التي تصنف من فئة الدول الكبرى، تغض النظر عنها، بل إن بعضها يعمل معها بمساعدتها في تنفيذ أعمالها، ويوكل لها تنفيذ تلك الأعمال وفق أسلوب «حروب الوكالة»!
الجميع يدعي محاربة الإرهاب، وجميع الدول - وبخاصة الكبرى - جعلته من أولوياتها، إلا أنها - وجميعها دون استثناء - لها علاقات وخيوط مع المليشيات والمنظمات والدول التي امتهنت الإرهاب.
الجميع يعرف ذلك، ومراكز البحث لديها معرفة تامة بذلك، بل قوائم عن علاقة أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية بالجماعات الإرهابية التي تؤدي أدواراً محسوبة ومرسومة بدقة لخدمة مصالح تلك الدول، ولا يهمها أن تؤدي تلك الأدوار إلى تدمير الدول ومقتل الآلاف من رعايا الدول المستهدَفَة، وقد تتقاطع مصالحها مع مصالح دول معادية ومعارضة لسياساتها الخارجية، إلا أنها في النهاية تحقق ما تريده من توظيف المنظمات والمليشيات الإرهابية التي تنمو وتكبر في ظل رعاية الدول الكبرى.
لنأخذ ما يجري في المنطقة العربية من ممارسات لأنظمة ومليشيات، ونضعها تحت التحليل المخبري. فالنظام الإيراني يعرف الجميع أن لديه مؤسسات أُنشئت وأُقيمت لتنفيذ الأعمال الإرهابية خارج وداخل إيران. فالحرس الثوري، بوصفه مؤسسة أمنية عسكرية، أنشأ وأقام ذراعَين إرهابيتَين، واحدة خُصصت للداخل «الباسيج»، والأخرى للخارج «فيلق القدس». هاتان الذراعان الجميع يعرف دورهما وما تقومان به من أعمال إجرامية داخل وخارج إيران، ومع هذا لا أحد يحاسب نظام ملالي إيران على ما تقوم به أجهزتها الأمنية المخصصة لإرهاب الإيرانيين وجيران إيران، رغم وضوح أعمال ومهام الحرس الثوري والباسيج وفيلق القدس.
أكثر من ذلك، يُستقبَل قادة وممثلو هذه الأذرع الإرهابية، ويعامَلون كقادة ومسؤولين كبار، مثلما يتم التعامل مع جنرال الإرهاب قاسم سليماني الذي استُقبل من قِبل الرئيس الروسي، فيما لا يحتاج إلى تحديد موعد أو إذن عند لقائه بشار الأسد أو حكام العراق!!
في صنف المليشيات والمنظمات الإرهابية لا بد من تناول دور داعش، والوجه الآخر للإرهاب «حزب الشيطان»، حزب حسن نصر الله.
وإذا كان العالم جميعه قد تحالف ضد داعش الذي تخصص في استهداف المسلمين، وتشويه صورتهم، في حين لا يعرف أحد أنه وجَّه عملياته وسلاحه ولو لمرة واحدة لنظام إيران أو الكيان الإسرائيلي، وأن كل ما فعله جاءت نتائجه لصالحهما.. فإن الحديث عن حزب حسن نصر الله «حزب الشيطان» حديثٌ يتشعب ويطول؛ فهذا الحزب أصبح منظمة إرهابية دولية متشعبة، تمتد أذرعتها الإرهابية وخلاياها إلى معظم الدول العربية، وبخاصة سوريا والعراق والبحرين واليمن، ووصل إيذاؤه إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.
حزب تخصص في تدريب الإرهابيين، وتنفيذ الأعمال الإرهابية الإجرامية، وكوَّن فِرقاً قتالية جاهزة للقتال في المكان الذي توجِّهه إليه مخابرات نظام ملالي إيران.. مثل هذا الحزب يفترض أن يُحاصَر جنائياً وقانونياً، ويُقدَّم مسؤولوه ومن يشرفون عليه إلى القضاء، وأن يُصنَّف منظمةً إرهابيةً بلا تأخير، ومن جميع الدول التي استهدفها بعملياته الإرهابية.
ومع هذا، وباستثناء المملكة العربية السعودية وأمريكا وبعض الدول العربية، لا يزال حزب حسن نصر الله «حزب الشيطان» خارج المحاسَبة، بما فيها الدول التي شهدت أراضيها عمليات إرهابية، نفَّذها مَن يأتمرون بأمره!!