سعد بن عبدالقادر القويعي
استناداً إلى نظام جرائم الإرهاب، وتمويله، والمرسوم الملكي رقم أ/44، الذي يستهدف الإرهابيين، وداعميهم، ومَن يعمل معهم، أو نيابة عنهم، فقد صنّفت المملكة أسماء أفراد، وكيانات؛ لارتباطهم بأنشطة تابعة لما يسمّى «حزب الله» الإرهابي. حيث أوضح بيان وزارة الداخلية السعودي، أن «حزب الله» طالما يقوم بنشر الفوضى، وعدم الاستقرار، وشنّ هجمات إرهابية، وممارسة أنشطة إجرامية، وغير مشروعة في أنحاء العالم، فإنَّ المملكة العربية السعودية ستواصل تصنيف نشطاء، وقيادات، وكيانات تابعة لـ «حزب الله»، وفرض عقوبات عليها نتيجة التصنيف.
يأتي تحرك السعودية في إطار محاربتها للإرهاب كسلوك إجرامي يهدد العالم؛ ولأن جزءًا كبيرًا من التزام السعودية تجاه المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، لا يقتصر على منظمات دون أخرى، إِذْ تنظر إلى الإرهاب باعتباره آفة لا يمثل دينًا، ولا ثقافة، ولا هوية؛ فإنَّ مواصلتها مكافحة الأنشطة الإرهابية لما يسمّى «حزب الله» بالأدوات المتاحة - كافة - واستمرارها في العمل مع الشركاء في أنحاء العالم - شكلٍ صريح - ضد الحزب، دليل قاطع على أنه لا ينبغي التغاضي من أي دولة، أو منظمة دولية عن جرائم ميليشيات حزب الله، وأنشطته المتطرفة.
لطالما رفعت السعودية سيفها القاطع في وجه الإرهاب، وعملت على تقويض الأيادي العابثة باستقرار دول الجوار، - ولذا - فإنَّ الفرصة - اليوم - أصبحت مناسبة لاعتبار حزب الله منظمة إرهابية - سواء - على الصعيد الداخلي اللبناني، أو على الصعيد الخارجي، بما يتضمنه ذلك من شبكات الدعم المالي، واللوجيستي، والعمليات الإجرامية، والإرهابية في جميع أنحاء العالم، كونه الراعي الخفي للعديد من المنظمات الإرهابية على مستوى العالم - خصوصا - بعد أن أصبح جناح حزب الله مسؤولاً عن الإرهاب التي تواجهه المنطقة، وذلك كأذرع يحقق من خلالها أهدافه بخلق بؤر التوتر؛ من أجل تنفيذ أجندة إيرانية بامتياز، والذي غذِّي الحزب مُنذ الثمانينات الميلادية، عبر خلايا شيعية مرتبطة بالحزب، تقوم بتدريب المليشيات المتطرفة؛ لاستباحة دماء المسلمين في العراق، وسوريا، واليمن، وغيرها من الدول العربية، والإسلامية، بدعم، وتمويل من ملالي طهران - إضافة - إلى ما يجره نشاط الحزب الإرهابي على لبنان من ويلات، وكوارث متعددة بممارساته الحمقاء، وتصريحاته العدائية.
إن وضع الميليشيات الإيرانية على قائمة محظورة، وضرب الركائز الأساسية للنفوذ الإيراني في المنطقة، خطوة في الاتجاه الصحيح؛ لإعادة إيران إلى مشاكلها الداخلية المعقدة؛ ولمنع تدخلاتها في دول المنطقة. وهو ما يعني إضعاف إيران في معادلة التوازن الإقليمي في المنطقة؛ فما تفعله إيران من ممارسات إرهابية، هي جرائم حرب، وأنشطة عدوانية، وتدخلات سافرة، وهمجية، يبقى سكوت المجتمع الدولي عليها جريمة مكتملة الأركان.