سعد الدوسري
مَنْ يقولُ إن الشابَّ والشابة في السعودية، لا يقبلان إلا عملاً مرفهاً، إنما يكرر كلاماً تبريرياً، كانت الشركاتُ تتتخذه ذريعة لتضع أمامهما معوقاتِ التوظيف. الكلام الموضوعي هو أننا الآن أمام حالة من التحدي الحقيقي، استطاع الشباب من خلالها أن يتفوقوا على أنفسهم، وعلى كل الذرائع التي يحاول الجميع أن يتذرع بها لكي يعطل مسيرتهم، ولم يبقَ إلا أن يفهم من لا يزال يجد صعوبات في الفهم، بأن ليس لهم خيارٌ إلا أبناء وبنات وطنهم، خاصة وأنهم يحققون لبلدهم ولاقتصاد بلدهم، ما لا يستطيع الأجنبي تحقيقه، لا من ناحية الانتماء ولا من ناحية تدوير المال.
هل هناك من لا يعرف هذا الكلام؟!
هل هناك من لا يسمع أو يقرأ هذا الكلام كلَّ يوم؟!
لماذا إذاً، هذه الملفات التي ترميها المؤسساتُ والشركات في حاويات النفايات؟!
لماذا قائمة الإنتظار الطويلة لطلبات التوظيف في المستشفيات والبنوك والمؤسسات العامة للدولة والشركات المساهمة؟!
هل نحن أمام حالة فشل عامة لخطط وزارة التخطيط ووزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية؟!
هل صحيح أن هذه الوزارات لم تجد حتى الآن المفتاح الذي يجعل وزارة المالية تدخل كطرف فاعل في حل أزمة البطالة؟! وهل سيتمكن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية من تحمل كل تبعات التخبط التي ورطتنا فيها كل هذه الجهات، وأفرزت واقعاً بائساً من البطالة في أوساط الشباب ومن سيطرة العمالة على مفاصل العمل؟!