أ. د.عثمان بن صالح العامر
يغيب عن ذهنية البعض منا أننا اليوم في حرب حقيقية (عسكرية وسياسية وفكرية وإعلامية)، وفي مثل هذا الحال يجب علينا:
# أخذ الحيطة والحذر، خاصة من قِبل الشخصيات السعودية المستهدفة في الخارج، سواء أكانوا أمراء أو وزراء وسفراء ورجال دولة، أو علماء ومثقفين وإعلاميين وعسكريين ورياضيين ومشاهير، أو حتى من عامة الشعب الذين يصرّون على لبس الثوب السعودي والغترة والعقال في أي بلد حلّوا؛ إذ إنّ النِّيل من هؤلاء وأمثالهم وإلحاق الأذى بهم ليس المقصود به هم ذواتهم فحسب، بل هو محاولة من جماعات مشبوهة ودول معروفة زعزعة الثقة بهذا الكيان القوي المتماسك والصامد في وجه الشر وجحافله، لعله أن يقال إن المملكة العربية السعودية عاجزة عن حماية رعاياها وضمان سلامة مواطنيها.
# الترفع عن المراشقات الإعلامية والمشادات الكلامية الموغرة للصدور، والغمز واللمز بعضنا مع بعض؛ حرصاً منّا على الوحدة الوطنية، وتحقيقاً للمواطنة الصالحة، فنحن اليوم في وقت يجب أن نلتف فيه حول قيادتنا، ونجتمع خلف رايتنا، ونتحد صفاً واحداً في وجه من ينسجون علينا مجتمعين خيوط العنكبوت في جنح الظلام لعلّهم يفكّكون أوصال الود بيننا، ويقطعون وشائج حب بعضنا لبعض، وأنّى لهم ذلك ونحن نفخر بحماية الحرمين الشريفين، ونسعد بالعيش تحت راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله «، ونشرف بوجود قيادة واعية حكيمة عازمة حازمة - أدامها الله وحفظها ورعاها - تقود مسيرتنا وتحرص على إسعادنا، وتبذل الغالي والرخيص من أجل ضمان استمرار أمننا وتحقيق التنمية المستدامة في ربوع وطننا المبارك.
# تأجيل المطالبة بالنظر فيما يقبل تأخير البتّ فيه من قضايانا الداخلية وشئوننا الخاصة؛ فالمصلحة العامة مقدمة على الشخصية، وترتيب الأولويات ضروري في ظل المعركة التي نخوضها ضد جحافل الشر ومحاوره، والتي لا تخفى مآربها وأطماعها وتطلعاتها، مما يوجب علينا أن نضحي بحظوظنا الشخصية ما استطعنا من أجل البقاء عقيدة ومنهجاً وقيادةً وشعباً وأرضاً.
# تركيز كل منا على دائرة « المتحكم فيه « الذي يصب في المصلحة الشخصية، ولا يتعارض، بل يحقق ويتوافق مع المصلحة الوطنية التي ننشدها جميعاً، وعدم صرف الجهد والوقت فيما هو واقع في دائرة الهم، فلو صرف كل منا في الحقل الأول90%وأبقى فقط 10% للثانية التي لا يمكن أن يؤثر صوته في تغيّر وضعها، وليس باستطاعته زحزحتها والتأثير فيها لاستطعنا أن نصرف طاقاتنا وأوقاتنا وجهدنا فيما هو مفيد ونافع، ولم يكن تحليلنا ونقدنا مجرد كلام لا يقدم ولا يؤخر
# التنبُّه والفطنة لما يحاك في جنح الظلام؛ فزمن التغافل قد ولّى، ووقت إحسان الظن بالكل رحل، فليكن شعار كل منا: « لست بالخب ولا الخبُّ يخدعني «، وما نقرأ ونسمع من أخبار الجهود الاستخباراتية الإيرانية وتجنيدها لأساتذة وشخصيات معتبرة منحتها بلادنا الثقة ودعمتها ويسرت أمور حياتها، وابتعثت أبناءها للدراسة في الخارج على حسابها و.... نذير خطر وجرس إنذار يوجب علينا التنبه واليقظة منا جميعاً، فالله الله أن يؤتى الوطن من قِبَل أيٍّ منّا، خاصة في هذه المرحلة المفصلية الدقيقة التي يجب على الجميع بلا استثناء أن يكونوا جند أمن وحماة وطن وحراس عقيدة، نغلق الأبواب ونسد النوافذ حتى تهدأ العاصفة وننظف أرضنا الطاهرة من دنس هؤلاء الأنجاس.
# التعقل والتروّي فيما نقول ونكتب ونغرّد به؛ إذ إنّ هناك طابوراً خامساً ومراكز رصد وتجسس، وقنوات ومحطات تتلقف كل ما يسطّر عنّا، وتحاول توظيفه والاستشهاد به لتقول للعالم في خطابها المزوّر الخبيث: هذا هو فلان من الكتّاب السعوديين المعروفين يقول ما يبرهن على أنّ في هذا الوطن تصدعًا في الداخل، أو رفضًا لقمع الحريات، أو شجباً للفساد والتقصير في الوفاء بمتطلبات المواطن المغلوب على أمره أو ... فلنكن على حذر .
# النصح بعضنا لبعض، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وخدمة القادر منا للمحتاج والضعيف وذي العوز، وإنجاز الأعمال الموكلة لنا بكل أمانة ومصداقية ووطنية وإخلاص، وتلقيص فجوة الفساد بدلالته الشاملة الواسعة الذي تعاني منها عدد من مؤسساتنا التنموية خاصة الحكومية، فالزمن غير الزمان والحال يختلف عن ذي قبل.
# الشدّ على أيدي المجاهدين المرابطين، والوقوف مع عوائلهم ومراعاة حاجاتهم ومساعدتهم ما استطعنا.
# الالتفات للبيت والعودة للأسرة ومتابعة الأبناء وحمايتهم من دعاة الظلام ومسوقي الظلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي العالم الافتراضي المفتوح، فالأولاد هم رأس مال الإنسان الحقيقي، وهم من الركائز الثلاث التي تبقي الإنسان حياً وإن مات « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ... أو ولد صالح يدعو له «.
# كثرة الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل، فالأمر كله لله من قبل ومن بعد، وما يحدث ويجري هو بعلم الله وقَدَره سبحانه وتعالى ويصرفه عز وجل كما يشاء .
حفظ الله قادتنا، وحمى بلادنا، ونصر جندنا، وأذلّ أعداءنا، وأدام عزّنا، ورزقنا شكر نِعَمه، وأبقى لحمتنا ووحدتنا والتفافنا حول أمرائنا وعلمائنا، ووقانا جميعاً شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.