سعد الدوسري
حين أشرت بالأمس للمبادرة الإيجابية لنادي ضمك بالتنازل عن ثلاثة من مقاعدهم على الطائرة، لصالح طفلة مريضة ووالديها، فإنني بذلك قد قرأت الجزء المليء من الكأس، ولم أقرأ الجزء الفارغ منه. ومثل هذه القراءة تقودنا لمعرفة لماذا فَرَغَ هذا الجزء، وبعبارة أخرى:
- لماذا لا يجد المرضى مقاعد على طائراتنا؟!
إنّ من أهم الأزمات التي يعاني منها واقعنا الصحي، هو مواعيد المرضى. فلكي تجد موعداً، عليك أن تشتغل على أكثر من جبهة؛ الطبيب والممرضة وموظف المواعيد وموظفة الخدمة الاجتماعية. وفي النهاية، يكون الموعد غير ملائم لظروف المريض أو أهله، وكل المحاولات لجعله ملائماً تنتهي دوماً بالفشل، وبالعبارة الشهيرة: «السيستم ما يقبل مواعيد أبكر»! ولذلك، فإنّ المواعيد البعيدة جداً، صارت أمراً مألوفاً في مستشفياتنا التخصصية والعامة، دون أن نلمح أي تحرك من وزارة الصحة. وربما يعرف الكثيرون أنّ مثل هذه الظاهرة السلبية، سببها التخبط في جدولة المواعيد، بناءً على الأوقات المتاحة للأطباء والجراحين والأخصائيين في الأقسام ذات العلاقة، مثل الأشعة والمختبر والعلاج الطبيعي. وحين تحاول أن تفهم، لماذا هناك موعد، ولماذا ليس هناك طبيب، تصدمك إجابة مستفزة وغير مسؤولة:
- الطبيب غير موجود!
- أين هو؟!
- الله أعلم!
لهذا السبب، تجد المرضى في طوابير الانتظار في المطارات، يستجدون رحلة للرياض أو لجدة، لأنّ هناك من استطاع أن يجد موعداً أقرب للمريض، لأنهم وجدوا في النهاية الطبيب الذي كان مختفياً!