سعد الدوسري
حين صدر القرار النهائي بإيقاف اللاعب محمد نور لمدة 4 سنوات، عقاباً له على تناول المنشطات، انقسم الإعلام الرياضي إلى قسمين، قسم متعاطف مع نور، وقسم مؤيد للقرار، لكونه عقاباً مستحقاً ورادعاً للآخرين من ممارسة نفس السلوك. ولقد استند المتعاطفون على السمعة التي كوّنها هذا اللاعب في مجال حب الخير ومساعدة المحتاجين، وربما يعتبره بعضهم قدوةً في هذا المجال.
هنا، سؤال مهم:
- إن كان القدوة، يرتكب هذا الخطأ، فمن لم يرتكبه؟!
وقد تنشأ من هذا السؤال أسئلة كثيرة:
- ما مقياس القدوة في أوساط لاعبي كرة القدم؟! وهل مَنْ هو قدوة، يعتبر قدوة بالمقاييس المعروفة خارج الأوساط الرياضية؟! وأولئك الذين ليسوا قدوة، كيف هو سلوكهم؟! وما حجم تأثيرهم على المعجبين والمعجبات بهم؟!
سوف ندفن رؤوسنا بالرمل، إن لم نواجه حقيقة أنّ اللاعبين يؤثِّرون على الأجيال الشابة، وأنّ هذا التأثير ليس إيجابياً في الغالب، وأننا لا نعمل عملاً حقيقياً لحماية الشباب من التأثيرات السلبية لبعض لاعبي كرة القدم. وحين أقول «إننا»، فإنني أقصد كافة المؤسسات المعنية بتوجيه الشباب، وعلى رأسها المؤسسة التربوية، داخل وخارج البيت. هؤلاء جميعاً مسؤولون عن فتح الحوار مع الشاب، ومعرفة كيف ينظر للاعبي كرة القدم، وما هو حجم تأثيرهم عليه وعلى وقته؟! وهل العلاقة تنتهي بعد انتهاء المباراة، أم تستمر؟! وإذا استمرت، إلى أين ستستمر؟! وإلى متى؟!