د. عبد الله المعيلي
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا أن بين يدي الساعة الهرج، قيل: وما الهرج؟ قال: الكذب والقتل، قالوا: أكثر مما نقتل الآن؟ قال: إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه، قالوا: سبحان الله! ومعنا عقولنا؟ قال: لا، إلا أنه ينزع عقول أهل ذاك الزمان، حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء).. رواه أحمد في المسند.
في هذا الزمان تجلى صدق نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم، فها نحن نرى صوراً من القتل عجزت عن فهمها العقول، وغدا العاقل حيران، من بشاعة صور القتل اليومي الذي يعصف بكثير من بلاد المسلمين، في العراق صور من القتل بشعة جداً، بسبب تعصب أعمى من طائفة حاقدة، هرول لها قتلة لا يعلمون لم يقتلون أناساً كانوا يعيشون معهم بالأمس في أمن وأمان وإخاء، هرولوا وراء دعوات جاهلية عمياء، مدفوعة بعواطف مشحونة بالبغضاء والكراهية وبشهوة الانتقام لأحداث تاريخية مزيفة صنعتها عقول صفوية مريضة تدثرت كذباً وزوراً بحب آل البيت الأطهار، والتأريخ الإسلامي الصحيح منها بريء، بل يعدها صناعة صهيونية جيء بها لتشويه الإسلام وطعنه، وإثارة الفتن من داخل البيت الإسلامي نفسه وبأيدي أدعياء الإسلام.
وفي سوريا الجريحة نرى في كل دقيقة قتلاً عشوائياً أهوج بأسلحة الدمار الشامل، براميل فاجرة متفجرة على رؤوس الأبرياء، براميل الموت العشوائي، وطائرات روسية تمطر بقنابل عنقودية محرّمة على رؤوس السوريين أطفالاً ونساءً وشيوخاً عزلاً مسالمين في قراهم ومدنهم، عقوبة لهم لأنهم رفضوا حياة الاستبداد والاستبعاد والاستعباد والخوف والتفرقة والإقصاء والظلم، ذنبهم أنهم يتطلعون إلى الخلاص من حكم العصابة النصيرية المتحكمة في خيرات سوريا ومقدراتها وفي كرامة أهلها وحرياتهم.
وفي اليمن الذي كان سعيداً، ابتلي اليمنيون بعصابة تدثرت كذباً بالانتساب إلى آل البيت الأطهار، واتخذت من ذلك مبرراً لرفع السلاح على اليمنيين، أخرجوهم من ديارهم، وحاصروهم في تعز وغيرها من المحافظات، تجويعاً وتقتيلاً وتشريداً، وانتهاك أعراض، وسلب أموال، عصابة قليلة العدد والعدة، مسنودة مدفوعة من صنّاع الفتنة من معممي مجوس إيران الذين يطمحون إلى الهيمنة على اليمن، وإخراجه من إطاره العربي المسلم، إلى إطار مجوسي ضال حاقد على كل ما هو عربي وإسلامي.
والحال نفسها في لبنان الذي كان نموذجاً للتآخي والتعايش بين الثقافات، كان مثالاً للتحضر والحياة الهانئة، فإذا به أضحى الآن مختطفاً أسيراً عند عصابة من البغاة المأجورين الدخلاء على المجتمع اللبناني المشهود له بالتعايش بين مختلف الطوائف والمذاهب، إنها اليد النجسة نفسها يد مجوس إيران الذين لن يهدأ لهم بال حتى يروا المزيد من الدماء والقتل والتدمير.
واليد المجوسية النجسة نفسها امتدت إلى مملكة البحرين، فحركت عملاءها الرافضة، وأشعلوا نيران الفتنة، مظاهرات وإحراق منازل وسيارات، وقطع طرق وتفجيرات، وقتل آمنين وسلب ونهب، وقتل لكل من ينتمي إلى العروبة لغة وأصلاً.
والآن جدت داخل البيوت صور بشعة مؤلمة من القتل، تنفذ بأيدي تستأمنها العائلات داخل بيوتهم، يأكلون معهم وينامون بأمن وأمان، ولكن صرنا نسمع بصور من الغدر تقوم بها العاملات المنزليات من مختلف الجنسيات لأسباب واهية متجردة من الدين والعقل.
لذا على ربات البيوت أن يتعاملن مع العاملات بلطف ولين وتغافل عن أوجه التقصير التي قد تبدو لموقف أو ظرف ما، وعليهن أن يشعرن العاملات بالتقدير والاحترام والتفهم والتفاعل الإيجابي مع حاجاتهن الإنسانية سواء كانت شخصية أو أسرية.