علي عبدالله المفضي
لو أن مسألة تحرير صفحة شعبية كان مجرد جمع وصف قصائد الشعراء والشاعرات بغض النظر عن جودتها ورداءتها لكان الأمر سهلاً ويسيراً ولكن المسألة أبعد وأعمق وأبلغ من ذلك بل وأخطر، فالقصيدة الرديئة في فكرتها أو مضمونها إذا أذن المحرر أو تساهل أو تواطأ على نشرها, فهو لا يخرج عن كونه إما جاهلاً أو لا مبالياً بما يصل إلى الناس الذين يثقون إلى حد كبير بما يبثه الإعلام أو خائناً لأمانة حملّته إياها صحيفته حين جعلته قائماً على منبر قد يكون مدعاة لاستقامة أحد أو ضلالته.
وأما إن كان خلل القصيدة في مقاييس الجمال والادهاش والعذوبة, فذلك مدعاة إلى إفساد الذوق والانحدار به إلى التدني وإصابة بوصلة بالخلل وعدم الإحساس بالقيّم والهابط من الشعر, وابتعد القارئ الفطن عن المنبر وربما كان من المحذرين من ارتياده وظن غير الدقيق أو الناشئ أن هذا هو الشعر.
لذا فإن مسؤلية تولي منبر مهم كمنابر الشعر مسؤولية جسيمة وأمانة عظيمة, فالشعر له أثر بالغ في تغيير القناعات والأفكار وبناء الأمة أو هدمها, فهو لسان الناس بحروف وأفكار وأحاسيس الشاعر، ومن لا يدرك ذلك قد يفسد من حيث لا يعلم, فالجاهل الذي يجهل أنه يجهل أحمق, ضرره أقرب من نفعه لنفسه ولغيره.