سعود عبدالعزيز الجنيدل
يُستخدم هذا المصطلح كثيرا في الأوساط السياسية والرياضية، وكل ما فيه منافسات أو نزاعات، وبكل صراحة لدي رأي بخصوصه. في هذا المقال سأجهز طاولة العمليات، ومشرح النقد، لكي أقوم بتشريحه.
بادئ ذي بدء، يُستخدم هذا المصطلح للتعبير عن فوز أحد الأشخاص أو الأحزاب، أو المنتخبات أو الأندية وغيرها، وفي الحقيقة كلهم لم يكونوا مرشحين للفوز، بل بالعكس تماماً هم كانوا من المغمورين.
أنا لا أختلف مع المصطلح من ناحية الاستخدام، ولكنني أختلف معه من ناحية اللفظ «الأسود» فأنا أجد هذا اللفظ يحوي كثيراً من العنصرية، والتمييز، وإلا فلماذا لم يكن الحصان الأبيض، أو البني، أو غيرها من الألوان؟ ولماذا نجعل هذا الشيء المغمور يلقب بالأسود؟ وهل نحن نحتقر هذا اللون؟ لم أجد جوابا لتساؤلاتي، والحقيقة أنني نقبت عن أصل هذا المصطلح، ووجدت العنصرية بذاتها موجودة فيه، وقد يختلف معي بعضهم، أو يتفق، فكل يغني على ليلاه، ولكن دعوني أشارككم ما توصلت إليه.
أول من أطلق هذا المصطلح هو رئيس وزراء بريطانيا الأسبق «بينجامين درزائيلي» الذي كتب رواية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر (1831)، والقصة كما تحكي الرواية، هي كالتالي، تروي الرواية عن دوق شاب حضر سباقاً للخيول، وراهن على فوز أحد الخيول، وهو غير معروف ولم يتوقع فوزه أحد، وبالفعل فقد فاز الخيل الذي راهن عليه الدوق، وفي الحقيقة أن الدوق لم يكن يعرف أن هذا الخيل مغمور، ومجهول.
وأطلق لقب «الحصان الأسود» على هذا الحصان مع أنه كان أبيض!.
طبعا لا يخفى على الكل العنصرية التي يمارسها البريطانيون ضد غيرهم، وهذا ما دفعني للاعتقاد بعنصرية المصطلح، فهذا المصطلح» الحصان الأسود» يدل كما أطلقه رئيس الوزراء «بينجامين درزائيلي» على الكائن المغمور الذي لم يتوقع منه تحقيق شيء.
وهنا تتبادر إلى ذهني عدة تساؤلات: هل اللون الأسود يدل على الغموض؟ و هل المجتمع لا يتوقع من الكائن الذي يتصف بهذا اللون أي شيء؟ وهل يحق لنا أن ننبذ هذا اللون ونطلقه على المغمورين؟
ربما يأتي أحد ما ويقول: نحن لا نحتقر هذا اللون، فنحن نصف جماعة أو أشخاصا، وهم ليس لهم علاقة بهذا اللون.
وسيكون جوابي له: هذا صحيحا، ولكنك احتقرت اللون نفسه، ولو كنت أسود هل سترضى بهذا المصطلح؟!
خطر في ذهني بيت للمتنبي:
من علم الأسود المخصي مكرمة
أقومه البيض أم آباؤه الصَّيد
الصيَّد: جمع أصيد وهو الملك العظيم.
هل العرب تملك هذه العنصرية؟!
حقيقة لا أعرف فأنا دائما ما أقول
علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا.