سمر المقرن
لا أدري لماذا لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني دولي تجاه النائب في البرلمان الإيراني نادر قاضي بور، وهو يتباهى في كلمة ألقاها منتصف فبراير الماضي، يؤكد فيها أنه قام بتصفية ما بين 700 إلى 800 جندي أسير عراقي، أثناء الحرب التي دارت ما بين عامي 1980 و1988م.
منذ أن قرأت التصريحات في وقتها وأنا أنتظر أي إجراء يُتخذ ضده أو حتى استهجان وتنديد من الأمم المتحدة أو المنظمات والجمعيات الحقوقية، لكن وبعد مرور أكثر من شهر على هذه التصريحات، لم أرَ أي إجراءات تبيّن بوادر محاكمة لهذا الشخص الذي يعتز ويتفاخر بجرائمه ويعترف بها على الملأ!
إن هذا النائب وما فعله وما يقوله، هو صورة توضح مدى الإرهاب الإيراني الذي يعثى بالمنطقة، بل ويمنح المتابع شعوراً أنه لا يوجد أي حراك دولي يوقفه، برغم أن التصريحات الدولية تستهجن الإرهاب، فلماذا لا يتم استهجان صورة موجعة لهذا الإرهاب، وإدانة حقيقية جاءت من فم فاعلها، فكيف يُترك هذا المجرم وأمثاله بلا أي محاكمة، وهو ليس بالمواطن العادي فهو يتمتع بحصانة البرلمان، ويعطي دليلاً واضحاً على التباهي بالجرائم الإرهابية، وهو صورة مصغرّة للنظام الإيراني الذي يسعى إلى جعل الإرهاب متغلغلاً في منطقتنا بأكثر من شكل، فهو متعدد ما بين الشكل السني والشكل الشيعي، وكلها صور إرهابية لوجه واحد هو ملالي إيران!
العراق التي سُلّمت بثمن رخيص لإيران، ما زالت تعيش الوجع، وأشك أنها ما زالت باقية على الخارطة العربية بعد أن التهمها النظام الإيراني وجعلها مركزاً لتصدير الإرهاب السني والشيعي، فمن أرضها خرجت الطائفية التي بدأت تحرق في دولنا الخليجية دون أن نشعر، فهي الآن في العراق تنتقم من كل من هو ضد ملالي إيران، ولعل الجرائم التي أتابعها كل يوم في مخيم ليبرتي يندي لها الجبين، والمؤلم أكثر هو الصمت تجاه هذه الجرائم، والسبب أن سكان ليبرتي وهم من الإيرانيين كانوا ضد ملالي إيران، وشكلوا جبهة قوية للمعارضة مركزها فرنسا بقيادة الرئيسة المنتخبة مريم رجوي، ويقوم النظام الإيراني في العراق بالانتقام من أسرهم ونسائهم في مخيم ليبرتي، وهم أناس ضعفاء وعزّل ولا حول لهم ولا قوة، وليس بيدهم سوى استقبال القصف من جهة أو الجنود الذين يباغتونهم من وقت لآخر من جهة أخرى، هذا عدا الجرائم الأخرى التي تحدث بحقهم من إطلاق ثعابين وعقارب على مخيمهم، وغيره من أشكال الجرائم الفظيعة التي لا يكفي لسردها مقال واحد، إنما أردت أن أبيّن أن الثأر طويل وممتد، وأن ما قاله النائب الإيراني وتفاخره بجريمته، أتى لثقته بأنه فوق العقوبة وبعيد عن المحاكمة، وأن وراءه حماية تجعله فوق ميزان العدل، وأن التباهي بهذه الجرائم مستمر، والبسطاء هم من يدفع الثمن كما نرى في مخيم ليبرتي وما هو إلا مثال!