فهد الحوشاني
الرياض لم تعد مدينة جافة صامتة، فقد تغلبت على كل المعوقات لتصبح مدينة عصرية عالمية تحتفل وتحيي المناسبات، وتبتكر الكرنفالات التي تعبر عن هويتها وتلبي رغبات ساكنيها! فهي منذ سنوات أعطت للفرح والاحتفال مساحة تلبي فيها حاجة الأنفس..
.. والأرواح للحياة الاجتماعية المتفاعلة، إنها الآن مدينة تنبض بالحراك المتنوع، فلا يكاد يمر أسبوع إلا وتجد مناسبة ثقافية أو إعلامية أو احتفالية أو افتتاح مشروعاً ترفيهياً. أغلق معرض الرياض الدولي للكتاب أبوابه متزامناً مع افتتاح مهرجان الربيع الذي يستهدف العائلة والطفل، وبلغ زواره أكثر من ميلون زائر، إنه المهرجان المتنوع والثري بالفعاليات، وهو أحد أبرز الفعاليات الكبرى التي تحتضنها العاصمة الرياض وتنظمة أمانة منطقة الرياض! وفي التوقيت نفسه تم افتتاح متنزه الملك سلمان البري، ومساء الثلاثاء الماضي افتتح في مركز الملك فهد الثقافي مهرجان (حركات) في دورته الثانية برعاية من أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر والذي صرَّح قبل أيام (أن الرياض ستظل مشتعلة بالفعاليات والمهرجانات التي تنفع المواطن والمقيم، وأن تجد الأسر الراحة والاطمئنان).
مهرجان حركات الثقافي لذوي الإعاقة تنظمه جمعية المكفوفين الخيرية (كفيف) في هذا العام تضمن العديد من البرامج والفعاليات الثقافية والفنية التي اجتذبت الجمهور وحققت التنوع، مما يؤكد أن إدارة المهرجان ومن خلفها الجمعية عازمة على أن تجعل من هذه الاحتفالية السنوية أحد البرامج الرئيسة على خريطة برامج مدينة الرياض.
عروض مسرحية وفنية ومسابقات للفرق الاستعراضية ومشاركات من أصحاب الإعاقات بأنواعها، حيث استوعب المهرجان مواهبهم التي فاجأت الجمهور، لفت نظري تلك السيدة التي ترسم بقدميها لوحات مثيرة للدهشة بإبداع يعجز عنه الكثير من الرسامين غير المعوقين. المهرجان أيضاً تضمن فعاليات رياضية حيث استمتع الجمهور بالمباريات التي تؤديها فرق رياضية متخصصة. لقد حقق المهرجان لذوي الإعاقة الانفتاح على المجتمع الكبير لعرض ما لديهم من مواهب متنوعة. شكراً لإدراة المهرجان التي عودتنا على التميز والتجديد، وشكراً لجمعية كفيف على دعمها وتبنيها لهذا المهرجان الذي مدَّ الجسور بين المعوق ومجتمعه، وجعل من المعوق نجماً في الملعب والمسرح والمعرض التشكيلي وفي كل جنبات المهرجان.
وشكراً للرياض وأمانتها وكل مؤسساتها التي لا تتوقف حركتها عن التخطيط والتنظيم للبرامج والفعاليات المبهجة للعائلة والشباب والتي تستحقها الرياض وساكنوها. إننا لا نعيش في الرياض حركة ثقافية وفنية ومسرحية فقط، بل أنها مجموعة متكاملة ومتناسقة من (الحركات) التي جعلت الاحتفال والفرح يستوطن في الرياض ليصبح من سمات ومعالم العاصمة.