د.دلال بنت مخلد الحربي
من الأمور التي اعتدنا عليها منذ زمن طويل هو عدم الالتزام بالحضور في اليوم الأول للدراسة، سواء كان في بداية العام أو عقب إجازة نصف العام أو إجازة الربيع، وكذلك التغيب عن اليوم الأخير قبل موعد الإجازة..
هذا السلوك أصبح هو الطاغي على الطلاب في مختلف المراحل الدراسية، وفي المدارس الخاصة والحكومية دون استثناء،
هذا الأمر يدفع إلى تساؤل:
هل هذا نتيجة التراخي من قبل إدارات المدارس، أم أن للمدرسين دوراً، خصوصاً نحن نسمع أن بعضهم يشجع الطلاب على الغياب؟
إن هذا السلوك بما فيه تضييع للوقت وتعويد على التفلت وعدم الالتزام يحتاج إلى معالجة وافية شافية، وقد يكون الحل في إيقاع عقوبات على المتغيبين تكون بحسم الدراجات من نشاطات معينة أو درجات المواظبة، أو تكليفهم بأعمال داخل المدارس.. إلى غيره من عقوبات تتناسب وهذا التصرف وبما يحقق نتيجة بتعديل هذا السلوك.
ولكن هل هذا يكفي؟
بالطبع لا! فالأسر بحاجة إلى أن تتعاون مع المدارس، وذلك عن طريق عدم السماح للأبناء بالغياب سواء في نهاية الفصل أو في بدايته.
وعلى الأسر أن تتعامل بحزم مع موضوع الغياب، لأنه في النهاية يؤدي إلى خسارة كثيرة بفقدان أوقات مخصصة للدراسة، كما أنه يعود شخصية الطلاب على التفلت، ومن المؤكد أن لهذا السلوك أضراراً على الطالب، منها أضرار اجتماعية، منها ما الأحظه شخصياً بتجمع بعض الطلاب وانغماسهم في لعب وَلَهْو على حساب استكمال أوقات الدراسة المحددة بتواريخ بعينها.
إنني أهيب بوزارة التعليم أن تستفيد من الدول الأخرى في معالجة مثل هذا الموضوع، فلا أظن أن هذا الأمر يقع في بلد مثل كوريا واليابان على سبيل المثال، أو يمارس في دول مثل فرنسا أو أمريكا، بل لعل بعض الدول العربية لا تعرف هذه الظاهرة إلا بعد إخضاعها للدراسة.
إنني آمل أن تنتهي هذه الظاهرة، وأن توليها وزارة التعليم عناية واهتماماً، وأن تكون هناك جدية في التعامل معها لتنتهي هذه الظاهرة من مدارسنا.