ناهد باشطح
فاصلة:
(بالوسع يمكن مقاومة غزو الجيوش ولكن لا يمكن مقاومة غزو الأفكار)
-حكمة عالمية -
لا تفكر!!
نعم هذه هي القاعدة التي أنتجتها الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام لدينا واستمرت لسنوات طويلة.
والآن مع جيل فتح عينيه على كم المعلومات المتدفقة وتعلّم أن يفكر ويناقش ويطرح الأسئلة هل غابت قاعدة لا تفكر؟
الواقع أننا كجيل شهد أكثر من أربعة عقود من الزمان بكل مافيها من تحولات فكرية نشهد مع انفتاح الجيل الجديد للمعلومات واستعمال حقه في التعبير وجود بقايا من الخوف والدفاع عن الذات ينتقل عبر اللغة ليحدث قمعا جديدا للتفكير وحرية التعبير.
أكثر ما نلاحظه كإعلامين من خلال تعليقات القراء على المقالات، أو البرامج الإعلامية أن هناك غالبا لغة تخوينية أو في بعض الأحيان تحذيرية من المساس بالدين.
هذه اللغة بعباراتها النمطية لها تأثير كبير وخطير ولذلك من المهم وقف ذيوعها وانتشارها لما لها من تخويف لعملية تطوير الحوار في المجتمع ولما لها من سيطرة على أصحاب العقول البسيطة خاصة.
هذه اللغة تشيع بين الناسِ يرددونها دون فحصِ دلالاتها أو عرضِها على «العقلِ» لرفضِها أو قبوِلها.
وإذا تحولت تلك الدلالات اللغوية إلى النمطية فإنها تنتشر وتعمل ضد مصلحةِ العقل.
انعدام الحوار في الأسرة واعتماد التلقين في المدرسة وعدم الشعور بالإنجاز يجعل الإنسان دائما في موقع الدفاع وبالتالي لا يستطيع فهم اللغة أو النص ويمنع عقله عن التفاعل معه.
والأخطر أن يمارس هذا النوع من الترهيب باسم حرية التعبير مع أن باب حرية الرأي لا يمكن أن يفتح عبر إرهاب الآخر ومنعه من إيصال أفكاره لمجرد إنها لا تقنعنا أو أننا صنفناها في خانة الخطأ.
إذ إن الأفكار تتلاقح ولا يوجد أفكار صحيحة أو خاطئة في التعبير عن الرأي هي أفكار للنقاش لا يمكن فرضها أو منعها بالقوة، حتى وإن كانت قوة لفظية.
إننا بحاجة إلى غربلة الكثير من الأفكار النمطية السائدة ولكن متى وكيف؟
سؤال كبير كلنا يعرف إجابته عندما نسمح للعقل أن يفكر دون خوف.