ناهد باشطح
فاصلة:
(كل امرئ يصنع وجوده في الظهور)
- حكمة فرنسية -
لم استغرب نتيجة الدراسة التي نشرت خبراً عنها صحيفة الشرق يوم الجمعة 8-4-2016 حين كشفت الدراسة التي أعدها الزميل المتخصص في الإعلام الاجتماعي «ماجد أمين الشبركة»، عن أن 56 % من المتورطين في تلقي وإعادة نشر الأخبار والمعلومات مجهولة المصدر هم من المتعلمين، والجامعيين، وتبلغ أعمارهم فوق سن الـ 45 عاماً.
ربما لملاحظتي من خلال نقاشات تويتر وبرنامج الـ»واتسآب» الذي كشف ضعف الوعي لدى بعض مثقفينا رغم حصولهم على درجات علمية عالية في التعليم!!.
وذلك لعدم اهتمام البعض بتطوير ذاته واكتسابه المعارف المختلفة.
الدراسة التي شملت 653 من الأفراد عبر موقع التواصل الاجتماعي «واتسآب»، أكدت أن 40% ممن ينشرون الأخبار على موقع التواصل الاجتماعي «واتسآب» لا يهمهم وجود مصدر في الأخبار التي تردهم ويقومون بإعادة نشرها، فيما يعاني حوالي 90% من إيجاد وسيلة للتحقق من صحة الأخبار التي تردهم.
وهذا يعني خللاً كبيراً في احترام المعلومة لدينا، إذ لا يجد لدينا اهتمام بالمصدر وكذلك صعوبة التدقيق.
برأيي أن طريقة استخدام معظمنا لبرنامج الـ»واتسآب» تحتاج إلى تحليل للتوعية بدور هذا البرنامج اجتماعياً وإعلامياً.
فالمتأمل لما أحدثه هذا البرنامج في حياتنا يمكنه أن يلمس التغيير.
أصبح لدينا جروبات لأولادنا وأقاربنا وأصدقائنا، وهناك جروبات الاهتمامات المشتركة أيضاً واستطاع البرنامج من خلال النقاشات أن يعرّفنا على ذاتنا وعلى الآخرين أيضاً.
وهو من أسرع الطرق لنشر المعلومات بلا منازع.
لكن السؤال عن سلبياته وهي الأخطر حيث فتح المجال بالفعل لانتشار الشائعات والأخبار المغلوطة وتسبب في كثير من الخلافات بسبب عجزه عن إيصال المعنى بشكل كامل للمتلقي، إذ يعتمد المتواصلون فيه على اللغة المكتوبة فقط وأحياناً التسجيل الصوتي.
ولأنني أؤمن بأهمية الاستفادة من التقنيات أدعو إلى استثمار هذا البرنامج للتوعية بأسلوب يخلو من التقليدية وهو تحد كبير لصناع الإعلام الجديد.