جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد زيارة ناجحة وحافلة بكل إضافات الخير ودعم القوة العربية وتعزيز استقلالية القرار العربي غادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القاهرة بعد أن طرّز العمل العربي المشترك بوضع ملامح خارطة طريق لما يمكن أن تسير عليه الدول العربية لاستعادة مجد تكاد تلتهمه القوى الإقليمية الطامعة والتي حققت اختراقات في الوطن العربي بمساعدة قوى دولية لا تريد للدول العربية أن تتوحَّد كلمتها وموقفها وساندتها عناصر عميلة من مليشيات وأحزاب طائفية وأحزاب وشخصيات امتهنت العمل السياسي الارتزاقي فباعت نفسها للقوى الإقليمية وتخصصت في تنفيذ أجندة تلك القوى متنكرة إلى ما كانت ترفعه من شعارات وتراث كانت تصدّع عقول العرب من خلال احتكارهم تمثيل القومية العربية والأخيرين الذين اختطفوا الدين وحصروه ضمن عشيرة ضيّقة من الأتباع فرضوا عليهم السمع والطاعة وسلوك نهج يدمر الأمة والوطن.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جسد بحق وصدق ما يجب أن يكون عليه التعامل والتكامل والتنسيق لصنع شراكة إستراتيجية حقيقية بين أهم وأقوى كيانين عربيين وما تحقق في زيارة الخمسة الأيام سيظل راسخاً في وجدان الأمة العربية وبالذات في وجدان المصريين والسعوديين الذين سيجنون ثمار ما أنجز من إضافات تمثَّلت في توقيع العديد من الاتفاقيات التي لم تكن وليدة الزيارة، فقد كشفت الأحاديث التي تمت على العديد من شاشات التلفاز المصرية أنها قد سبقتها اتصالات ومباحثات بعضها استمر لسنوات طويلة وهو ما رافق اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، إذ غاب على الانتهازيين السياسيين، أن البلدين ومنذ عام 2006 وهما يبحثان موضوع الحدود البحرية وشكّل البلدان لجاناً بحرية وقانونية وجغرافية وتاريخية وأمنية ظلت تبحث هذا الموضوع المهم ودرست مئات الوثائق الموجودة في دار الوثائق المصرية ودار الوثائق العثمانية والأرشيف البريطاني والعديد من خزائن الوثائق في الدول الأوروبية وتركيا وسجلات الأمم المتحدة وجميعها أكّدت ملكية المملكة العربية السعودية لجزيرتي صنافير وتيران اللتين يزعم فلول النكسة بأن مصر فرّطت بهما وقدمتهما مقايضة لما تم من تقديم الدعم لمصر.
هؤلاء الأشخاص الذين كشفوا عن جهل وغياب وتغيب عن أي شعور بالمصلحة الوطنية والمصلحة العربية على السواء مؤكّدين عدم جدارتهم لقيادة العمل السياسي؛ فكل الذي عرضوه على شاشة محطة فضائية تخصص مذيعها في العاشرة من كل مساء لتقديم كل المساوئ التي تحدث في مصر مثلما يحصل في أي بلد إلا أنه وحتى خلال محطته يصر على أن يعيش المصريون كل مساء كوابيس الأحداث والتجاوزات تبحث عن حوادث الاغتصاب والدهس وتهالك المدارس، متجنباً الحديث عن أي تطور أو إنجاز في العهد الجديد هذا المذيع وجد في فلول النكسة من يرضي حقده على أي تقارب عربي وهذه المرة استعان بمن كانوا يرفعون لواء القومية العربية ليسقطوا في وحل المزايدة ويتوازوا في ميزان واحد مع ورثة وأيتام العشيرة الذين لم يتوانوا من اليوم الأول لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر عن إظهار عدائهم لأي تقارب ودعم لمصر لسبب واحد هو إظهار فشلهم وعدم تمكين المصريين من نسيان أيام السنة التي جثموا فيها على صدور المصريين.
ولأن أيتام العشيرة الأخوان المسلمين وجدوا فيما وقّعه الملك سلمان والرئيس السيسي إضافات ستنقل الشعب المصري إلى آفاق رحبة وجيدة تعالج الكثير من الإخفاقات أثاروا زوبعة صنافير وتيران رغم أن كل المتخصصين من مؤرّخين ورجال بحرية وقانون يعلمون ملكية السعودية لها، ومثلما وجد ورثة النكسة الفرصة لتسلّق موجة المزايدات السياسية كعهدهم دائماً الذين يمتهنوا الثرثرة دون العمل ركب ورثة العشيرة.. عشيرة إخوان المسلمين الموجة ليتحالف القوميون وتجار الإسلام السياسي.