ناهد باشطح
فاصلة:
((ما لا يمكن تجنبه، ينبغي معانقته))
- حكمة إنجليزية -
ما زال البعض يكتفي مستريحاً إلى نظرية المؤامرة حيال ما ينشره الإعلام الغربي من سلبيات عن مجتمعنا، وربما أوهمه غروره بأن ما ينشره الإعلام الغربي عنا من معلومات مغلوطة أو معلومات صحيحة ولكن في إطار سلبي درامي، لن يحدث أي أثر يتجاوز متابعي القناة الغربية أو صحفها.
الواقع أن الصورة النمطية التي يعمل الإعلام الغربي على تعزيزها - بعد أن نجحت عوامل كثيرة في تشكيل هذه الصورة تاريخياً بشكل عن الشرق بشكل عام والمسلمين بشكل خاص عبر الاستعمار والاستشراق -.
لهذه الصورة أبعاد خطيرة.
المجتمعات الإنسانية بشكل عام تنبذ النمطية ولا تحب التعامل مع المجموعات أو المجتمعات النمطية، فأن تظل صورتنا مؤطرة بالتخلف والهمجية فهذا يعني توليد مشاعر كراهية من قِبل المجتمعات الغربية لنا، وهذا يتضح في تعاملاتهم معنا حتى على المستوى البسيط في الأماكن العامة.
الصورة النمطية عن المملكة تؤثر على المستوى الاقتصادي أيضاً في إحجام المجتمعات عن التعاون الاقتصادي وفي تخوف الناس من القوانين الاقتصادية ومن التعامل مع التجار أنفسهم.
وأن تظل صورتنا نمطية يعني أن تكون هي المحدّد الرئيس للتوجهات والمواقف على المستويين الإعلامي والشعبي، وحتى الرسمي والنخبوي في الكثير من الأحيان.
الصورة الذهنية لأي مجتمع مهمة في التعامل معه ومهمة له هو كمجتمع كيف يرى أفراده ذواتهم وسط قولبة الآخر لهم.
حينما نهتم بتعديل الصورة المغلوطة عنا إلى الصورة الواقعية بكل ما فيها، فنحن نفعل ذلك لمصلحتنا وليس إرضاءً للآخر كما يحاول البعض إقناع نفسه وفق تضخيم الأنا بأنّ الآخر لا يعنينا بينما الصحيح أن الآخر هو أنت بشكل أو بآخر، إذ أصبح العالم قرية مصالحها متداخلة بما يتطلب القبول والتعايش أكثر من التفاضل والتناحر.
ولعلها مناسبة أن نتساءل عن تقرير لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى والذي طالب وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارات الداخلية والشؤون الإسلامية والتعليم والثقافة والإعلام لإعداد إستراتيجية محددة المعالم ومتضمنة مؤشرات للقياس حول مكافحة التطرف والإرهاب وتصحيح الصورة النمطية عن المملكة.
نعم هذا العمل يحتاج إلى تعاون الوزارات المعنية، كما أن المواطن معني بجزئية مهمة في المساعدة في تعديل الصورة النمطية عنه لدى الآخر أياً كان.