د. عبدالرحمن الشلاش
لا يزعجني أبداً صراخ بعض المحسوبين على الإعلام العربي من بقايا «إعلام النكبة». صراخهم الذي يصل إلى حد التطاول على المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً في محاولات يائسة للتشويش والتأثير, فصراخهم على قدر ألمهم فقد أوجعتهم جملة الإنجازات السعودية المتواصلة.
كلما علا صراخهم وتوترت أعصابهم وتوالت شتائمهم زادت طمأنينتي بأن السعودية في المقدمة وفي ركاب المتقدمين لأنها تركت الكلام إلى الأفعال وهو ما تجيده على مر تاريخها المرصّع بالإنجازات المشرفة. تتجه للعمل والفعل وتترك الكلام والصراخ والتحليل و»التخليل» لفرقة «حسب الله» من إعلامي الزفة، هذا الإعلام الذي وصفته بإعلام النكبة كان وما زال خنجراً في خاصرة الأمة العربية بسعيه المستمر لبث الفرقة والشتات، والردح على التشرذم والرقص على الخلافات. إعلام مرتزق يعمل جيداً لصالح من وظّفوه كلما زاد الدفع وضخت الدولارات في حساباتهم.
في الوقت الذي يزور فيه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله- مصر الشقيقة ويوقع الاتفاقيات ويسترد الجزيرتين السعوديتين تيران وصنافير وفق اتفاق مع الأشقاء في مصر كونها في الأصل جزر سعودية، ويعلن عن إقامة جسر عملاق يربط آسيا بأفريقيا وشرق العروبة بغربها، وعن مشاريع تخدم الأشقاء في مصر، في هذا الوقت تطل نفس الوجوه البشعة من أمثال «قطوان» و»أبو حمالات» وغيرهم في محاولات باتت معروفة ومكشوفة من قبل العارفين لتضليل الرأي العام وضرب الشعبين ببعض بالبكاء تارة على الجزيرتين، وتارة بالتقليل من شأن الجسر العملاق وهنا يأتي شخص وضيع ليصف الشعب السعودي النبيل والكريم والمحافظ بأبشع الأوصاف وهو أنبل وأشرف منه مليون مرة.
خروج بقايا إعلام النكبة عن طورهم، وهجومهم المسعور غير مستغرب فقد أعماهم الحقد والحسد وصفعتهم الأحداث المتلاحقة أكثر من مرة وفي عام واحد فقط بدءاً من عاصفة سلمان الحزم والتي اقتلعت جذور الفرس من أرض اليمن، ووجهت ضربة موجعة لإيران بقطع العلاقات الدبلوماسية معها رغم المحاولات الإيرانية المستميتة لإعادة العلاقات ولكن هيهات قبل أن تعدل من سلوكها المعوج مثلما قال وزير الخارجية عادل الجبير، وتأتي مناورات رعد الشمال لدول التحالف الإسلامي لتفقدهم صوابهم فقد أصابهم هذا التجمع الإسلامي الكبير على أرض المملكة بالهلع وأدخل في قلوبهم الخوف من المستقبل الجميل الذي ينتظر السعودية وأشقائها، والهزيمة القريبة لكل قوى الشر والبغي.
لنطمئن جميعاً فبلادنا في المقدمة. مشاريع للتحول الوطني، وتخطيط للمستقبل بإنشاء صندوق ما بعد النفط، ودعم للتنمية بكافة مجالاتها حتى إنك لا تشعر مطلقاً بفضل الله ثم حكمة القيادة بأن الجيش السعودي يرابط على الحدود الجنوبية لدحر المعتدي الحوثي والأمور في الداخل تسير في طبيعتها دون أن تتأثر بأي ظروف أخرى. يكفي أن معظم الدول تخطب ود السعودية نظراً لمكانتها العظيمة ودورها الدولي المرموق.
زيارات لخادم الشريفين لمصر وتركيا ولولي ولي العهد لمصر والأردن والإمارات، واتفاقيات مشتركة كل هذا يجعلنا مطمئنين ومتفائلين في نفس الوقت بمستقبل أكثر إشراقاً، لكن علينا أن نكون حذرين من الشائعات والأكاذيب والأراجيف فالمتوقع أننا سنشهد المزيد منها في قادم الأيام.