جاسر عبدالعزيز الجاسر
عاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الرياض، بعد زيارة ناجحة وموفقة شملت مصر وتركيا ومشاركة مؤثرة في مؤتمر القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم جميع الدول الإسلامية. جولة خادم الحرمين الشريفين عززت الريادة السعودية على الصعيدين العربي والإسلامي، ومثلما اهتمت وانشغلت مصر العربية بزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكانت الحدث الأهم والأبرز والذي تفاعل معه جميع المصريين رغم محاولات التشويه لتجارة المزايدات السياسية ومستغلي الدين المرتدين لعباءة الإسلام السياسي، إلا أن المصريين احتفوا بزيارة ملك العزم والحزم ووجدوا في نتائجها دعم جديد وإضافي من المملكة العربية السعودية التي وقفت مع خيار الشعب المصري في 30 يونيو إذ وجد فيها المنصفون والحريصون على مصر وأهلها والمتخصصون أنها ستعالج الكثير من الأزمات التي واجهتها مصر.. فيما قيّم الخبراء والباحثون في الشئون الإستراتيجية، أن ما حققته زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر رممت البيت العربي، وإعادت القوة لواحد من أهم أضلاع القوة العربية والإسلامية؛ وكان لافتاً للمراقبين السياسيين أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يتبع زيارته لمصر بزيارة لتركيا، حيث استبق عقد القمة الإسلامية الثالثة عشرة التي عقدت في إسطنبول التركية، وقام بزيارة رسمية إلى تركيا.. إذ عقد مع الرئيس التركي رجب طيب أوردغان سلسلة من المباحثات، عززت الروابط السعودية التركية التي سترسخ كثيراً وتمتن القوة العربية الإسلامية. إذ تشكل تركيا واحداً من أهم أضلاع القوة الإسلامية، لتكون السعودية العامل الرئيس والرابط بين أضلاع القوة الإسلامية والعربية.. وإذا كان التفكير الرياضي يعتمد الخطوط المتصلة لإبراز القوة، فإن تفعيل السعودية من خلال قائدها الملك سلمان لضلعي القوة العربية والقوة الإسلامية وانضمامهما إلى ضلع القاعدة التي ترتكز عليها ما يبنى من مبادرات وتفاعلات لإعادة الهيبة لكلا القوتين وهو ما تحقق من خلال عشرات المبادرات التي أطلقتها الرياض حتى أصبح المسلمون والعرب جميعاً يعيشون عهد العزم والحزم بعد تفعيله من قبل خادم الحرمين الحرمين الشريفين الذي أعاد الوهج للقوة الإسلامية والتي ظهرت أولى بوادرها في مناورات رعد الشمال الذي شهدتها الأراضي السعودية والتي شاركت فيها قوات مختارة من الدول الإسلامية التي أظهرت قدرة وفعالية على موجهة كل ما يضعه أعداء الأمة الإسلامية من خطط وبرامج للنيل من سلامة وأمن الدول الإسلامية، وقد اهتم الخبراء والمراكز العسكرية والإستراتيجية بما حققته القيادة السعودية من حشد وتكوين التحالف العسكري الإسلامي الذي يمكن أن يكون قوة عسكرية ضاربة تأتي بعد القوة العسكرية للحلف الأطلسي.
ما حققته المملكة العربية السعودية في عهد ملك العزم والحزم انعكس إيجابياً على اجتماعات القمة الإسلامية في إسطنبول، وكان لكلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز واقعها المؤثر والمهم في واحدة من أهم المحافل الدولية، إذ يشارك في هذه القمة سبع وخمسون دولة عالج المشاركون فيها العلل والأمراض التي نخرت في جسم الأمة الإسلامية من خلال الممارسات الشاذة لبعض الأنظمة التي ابتلت الشعوب الإسلامية والتي أحضرت الإرهاب والطائفية وشوهت صورة الإسلام.
قمة إسطنبول سلطت الأضواء على تلك الأنظمة والمليشيات والجماعات الإرهابية التي تدعمها وكان للحضور والمشاركة السعودية الدور الأبرز فيما تحقق. والسعوديون الذين يفخرون بما حققه ملك العزم والحزم خادم الحرمين الشريفين في جولته العربية والإسلامية سعيدون جداً بعودته إلى الأرض المقدسة بلاده التي أنجبت القادة العظام وهو واحد منهم.. فأهلاً بخادم الحرمين الشريفين.. يرددها كل سعودي يفخر بالانتماء لهذا البلد وبقائد بقامة سلمان بن عبدالعزيز.