علي الصراف
للوقاحة وجهان.
الأول قبيح لأنه يُعاند الواقع بصلف الباطل وظلمه. أما الثاني، فإنه خاص بحزب الله في لبنان.
بعضٌ من الوجه الأول، أن هذا الحزب ظل يناصب السعودية العداء، حتى وسخاء موقفها التضامني مع لبنان يطال بعوائده كل بيت هناك.
وكان ذلك العداء خيارا وقحا، من قبل أن تتحول الوقاحة إلى موقف تمارسه الدبلوماسية اللبنانية بغباء. فعندما تعرضت السفارة السعودية في طهران لاعتداء أدانه العالم كله، فإن تلك الدبلوماسية التي فرض حزب الله هيمنته عليها لم تجد ما تقوله!
مع ذلك، الكل يعرف أن السعودية لن تتخلى عن لبنان. إلا أنها لن تزرع فيه معونات واستثمارات لكي يوظفها حزب الله لحساب طهران.
المعونات التي ظلت تقدم بسخاء للبنان، إنما كانت تقدم لبلد عربي، له مكان عزيز في نفوس كل أشقائه. إلا أنه عندما يتحول إلى «ضيعة» تمارس فيها طهران سلطتها على عروبته وعلى سيادته وعلى دبلوماسيته، فإن معادلة السخاء لن تعود قابلة للبقاء.
إيران ترغب بالهيمنة، على حساب الغير. كما أنها ترغب بالنهب، بينما يقوم الآخرون بدور شاهد الزور.
هكذا حوّلت إيران بلدا عربيا عزيزا مثل العراق إلى «ضيعة» للنهب والفساد المنظم، إنما تحت حراسة الجنود الأمريكيين، وبرعايتهم!
لم تقدم إيران للعراق قرشا. ولكنها استخدمت مليشياتها هناك لكي تنهبه. وحولته من بلد مُصدّر للنفط والغاز (وهذه ليست نكتة، بل مأساة) إلى بلد يستورد منها الكهرباء والغاز!
أما حكايات نهب المصرف المركزي العراقي عن طريق التلاعب اليومي بأسعار الصرف بين الدولار والتومان، فإنها فضيحة لم يتم الكشف عن كل نقابها بعد.
حزب الله في لبنان، يلعب الدور نفسه. ولكنه يريد أن يحوّل تضامن الخليجيين مع لبنان، إلى فائدة تذهب عوائدها السياسية والإستراتيجية لصالح إيران.
وهذه لعبة، أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها رخيصة، لأناس يتاجرون بالرخيص، ولا يقدمون لـ-»ضيعتهم» قرشا. ويعتقدون أنه من الكافي أن يدعموا فيها مليشيات للهدم والتخريب.
لو كان بإيران خير، فلتتقدم لتعوّض لبنان عن كل ما خسره، وعن كل ما يمكن أن يخسره إذا سحب الخليجيون دعمهم.
ولو استطاعت إيران، التي تستأجر منظمة إرهابية لرعاية مصالحها هناك، أن تحول لبنان إلى «ضيعة» فارسية، فلتجرب أن تفعل.
ولكن الكل يعرف أنها لن تقدر. فعروبة لبنان، ليست جزءا من كينونته فحسب، ولكنها وجوده كله أيضا. وهذا ما لا تستطيع عشرين منظمة إرهابية أن تبدله. ولهذا السبب لا تجد إيران مبررا لكي تتقدم بتعويض. ولا حتى من أجل أن تمنح مأجورها وجها حسنا.
حزب الله منظمة إرهابية، ليس من وجهة النظر الخليجية والعربية فقط، وإنما من وجهة نظر العالم بأسره أيضا. وهذه بعض الحقائق التي لا جدال فيها:
1 - إنه منظمة تمارس السياسة بالسلاح.
2 - إنه منظمة تخدم مصالح بلد غير بلدها.
3 - إنه منظمة تمارس نشاطات «عابرة للحدود» لتنقل إرهابها من بلد إلى بلد.
4 - إنه منظمة تمول نشاطاتها بأعمال غير مشروعة، مثل تجارة المخدرات وتبييض الأموال.
5 - إنه منظمة تُصفّي كل من يعارضها في الداخل والخارج.
6 - إنه منظمة تقدم نفسها بصورة، وتمارس غيرها.
فإذا أضيف هذا إلى كل ذاك، صار للوقاحة وجه لم تعرفه من قبل. إنه وجه قبيح، ولكنه خاص بحزب الله دون سواه.