ناهد باشطح
فاصلة:
(المعرفة تقود إلى الوحدة كما يؤدي الجهل إلى الاختلاف)
- حكمة هندية -
نشر المعهد المصري للدراسات والبحوث الاستراتيجية عبر موقعه الإلكتروني في يناير 2016 خريطة للمراكز البحثية في المملكة العربية السعودية، وأن عدد مراكز البحوث بالجامعات السعودية 100 مركز بحثي.
وفي القائمة التي أعدتها دورية «مركز فورين بوليسي للأبحاث» (Foreign Policy Research Institute)، عن مراكز الأبحاث ومراكز التفكير «Think Tanks»، جاءت السعودية في قائمة أقل الدول في هذه المراكز.
نحن نعاني بالفعل من قلة وجود مراكز أبحاث متقدمة ومستقلة وهناك الكثير من القضايا تحتاج إلى تحليل علمي لرسم السياسات لصانع القرار.
على سبيل المثال في قضية إشاعة ثقافة الحوار وقبول الآخر، هل لدينا مراكز دراسات تهتم بتحليل الخطاب وتفكيكه ونحن في هذه المرحلة بحاجة إلى مثل هذه الدراسات، بحاجة إلى مختصين يحللون نصوص الصحف والقنوات الإذاعية والتلفزيونية وشبكات التواصل الاجتماعي ويستخلصون منها الرسائل الإعلامية الموجهة للجمهور؟!
مركز مثل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي يعمل جاهداً في تعزيز حوار الأديان كما أراد له حبيبنا الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله هل قدم مثل هذه الدراسات التحليلية؟
بودي أن نتجاوز جدوى الدراسات الفردية التي يعدها الدارسون أو الباحثون -مع أهميتها- إلى دراسات موسّعة يتبناها مركز في ضخامة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فهذا جزء من دوره و-لعله يؤديه- وقصر بحثي عن الإلمام بذلك.
المركز نشط في الحوارات والملتقيات التي يقدمها وفيها بحوث جيدة حول تحليل الخطاب لكن ما أقصده أن يكون المركز هو من يعد الدراسة بشكل موسع يعجز عنه الباحث في دراسته.
مراكز الدراسات والأبحاث تستطيع أن تكون بمثابة منارة لتحليل الواقع ورسم خارطة المستقبل ولكن أين هي؟