موضي الزهراني
وأخيراً وجهت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بناء على طلب وزارة الداخلية بالمملكة ربط جميع أرقام الجوالات وشرائح البيانات ببصمة صاحب الرقم، حيث سيتم إرسال مسحة من بصمة العميل إلى قاعدة المركز الوطني للمعلومات للمطابقة، وفي حال المطابقة ستتم عملية تفعيل الخدمة، وفي حال عدم المطابقة لن يتم التفعيل! إلى جانب أن البصمة أصبحت شرطاً أساسياً قبل الحصول على خدمات الاتصالات المختلفة ومن أهمها «شرائح الاتصال للشركات المختلفة» فالبصمة طبعاً تكشف حقيقة هوية صاحب الرقم وجميع بياناته الشخصية الموضحة في سجله المدني لأنها موثقة سابقاً في مراكز الأحوال المدنية للسعوديين، أو الجوازات لغير السعوديين! فهذا الإجراء الأمني المهم سيكون رادعاً لكثير من المتلاعبين بشرائح الاتصالات، ويمنع استخدام الهواتف المحمولة بهويات مزيفة ولأغراض مشبوهة تمس أمن الدولة! والجميل في الأمر أن الأغلبية استقبلت هذا الإجراء بالتأييد والتشجيع لما سيحققه من حماية لهم بالدرجة الأولى من استغلال وإزعاج وتشويه للسمعة من خلال انتحال الشخصيات وإرسال الرسائل المزعجة والمشبوهة بكل بساطة! فالآثار الأمنية والأخلاقية لهذا الإجراء ستكون عديدة وسيشعر بها الكثير من لحظة تطبيقها، حيث ستعالج الآتي:
1 - انخفاض نسبة المعاكسات بأرقام مجهولة.
2 - تساوي شركات الاتصال في حماية العملاء ومعرفة هوية صاحب كل رقم.
3 - الحد من استخدام أرقام الشركات الأخرى في الإزعاج والاستغلال الأخلاقي.
4 - الحد من استخراج أرقام متعددة يستخدمها شخص واحد، لكنها بأسماء مختلفة!
5 - الحد من سهولة المتاجرة في الشرائح في أسواق الهواتف المحمولة، خاصة من العمالة الوافدة التي تتاجر بشرائح الجوال بدون أي رادع أمني لها!
6 - سهولة كشف بيانات بعض المطلوبين من خلال أرقام هواتفهم المحمولة.
7 - الحد من استخدام الهواتف المحمولة بهويات مزيفة لأغراض تمس الأمن.
فهذه السلبيات التي سيعالجها هذا الإجراء الأمني والمربوط بالبصمة، لا يعتبر هوساً أمنياً يُزج به المواطنون أو المقيمون كما يعتقد البعض من المستخدمين لأرقام مختلفة، بل خدمة أمنية مهمة لها أبعادها الأمنية والأخلاقية على المستخدمين للهواتف المحمولة أولاً، ولها أثرها الأمني الأبعد والهم أيضاً على «أمن الوطن»! لكن يحتاج نجاح هذا الإجراء واكتمال جوانبه أيضاً إقرار العقوبات الرادعة للشركات التي تسمح لموظفيها ببيع الشرائح المختلفة وتتاجر بها على حساب أمن الوطن وراحة المواطنين, وأخيراً لا بد من حمايتنا من الاتصالات الخارجية المشبوهة التي نستقبلها من بعض الدول، وبكل جرأة يقتحمون عليك خدمة الواتس بسهولة إذا لم تجب على اتصالاتهم المتكررة وفي ساعات متأخرة من الليل!