ناهد باشطح
فاصلة:
((الغش يختبئ تحت العموميات))
-حكمة لاتينية-
عام 2009 بشر الرئيس الأمريكى باراك أوباما العالم بتقنية العلاج بالخلايا الجذعية وقرر رفع الحظر عن استخدام الأموال الفيدرالية فى تمويل أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية، داعما بذلك الباحثين فى هذا المجال الذى مازال فى طور البحث مسندا مسؤولية متابعة تلك الأبحاث لمعاهد الصحة الوطنية فى أمريكا.
لكن من المؤسف أن العلاج بالخلايا الجذعية لاقى ترويجا، وهناك تسويق لإقناع الناس بتخزين دم الحبل السري، وبنوك خاصة تقدم الخدمة مقابل رسوم مادية.
بينما الصحيح أن يتم هذا في بنوك حكومية - لدينا بنكين- منعا للاستغلال المادي.
الأطباء يدركون أن دم الحبل السري يمكن أن يحمل الشفرة الوراثية نفسها، وبالتالي فإن أي مرض وراثي يكون مصاباً به الطفل تكون عينة دم الحبل السري مصابة به أيضاً؛ وبالتالي لا يمكن علاج مرض وراثي في الطفل باستخدام عينة دم تحمل الطفرة الوراثية المسببة للمرض نفسها، وهناك شروط دقيقة للحفظ والتخزين.
لكن هناك وسطاء يعملون لإقناع الناس بتخزين الحبل السري لمواليدهم، والمؤسف أن يكون هؤلاء الوسطاء باحثين أو أطباء وهو أمر متوقع في ظل ترويج البعض لفائدة العلاج بالخلايا الجذعية.
وهنا أنصح وزارة الصحة بإجراء بحث بسيط في جوجل لتحصل على حساب شخصي في تويتر يروّج لأهمية العلاج بالخلايا الجذعية فهذا جزء من عمل لجنة الإغلاق الفوري ربما أو رابطة الأطباء السعوديين (SDA) لمراقبة موضوع دور الباحثين والأطباء في الترويج للعلاج بالخلايا الجذعية.
الموضوع خطير، والمادة التاسعة عشر من نظام (أخلاقيات البحث، المخلوقات الحية) الصادر من اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تنص على أنه «لا يجوز للباحث استغلال الإنسان الذي يجري عليه البحث لأجل الاتجار بالأمشاج واللقائح الآدمية أو الأعضاء أو الانسجة أو الخلايا البشرية أو أجزائها أو البيانات الوراثية من المشتقات والمنتجات الآدمية».
إذن فالباحث أو الطبيب عليه ألا يستغل موقع عمله للمشاركة في جريمة الاتجار بالحبل السري وإرساله للخارج وإقناع الأسر بفائدته بغرض الحصول على المال.
والسؤال ما الذي يضمن لنا عدم وجود أطباء أو باحثين في المستشفيات لا يلتزمون باخلاق المهنة يساعدون هذه الشركات؟
ومن يتابع نشاط الوسطاء من الشركات غير الأخلاقي؟
وما دور وزارة الصحة في توعية الأسر بعدم تجميع الخلايا الجذعية من الحبل السري للمواليد الجدد وإرسالها إلى خارج المملكة بدعوى حفظها؟
إذا كان أمر الاستفادة من الخلايا الجذعية فهذا لم يثبت سلامته بعد، وهناك بنوك خاصة لا تتبع المعايير العالمية الخاصة والمطلوبة لحفظ وتخزين وحدات دم الحبل السري.
أرجو أن لا أقرأ ردا يقول إن الموضوع ليس ظاهرة وألا تكون وزارة الصحة مكتوفة الأيدي!!