ناهد باشطح
فاصلة:
((حصاد السنة بطولها يتوقف على الربيع الذي يتم فيه البذار))
-حكمة صينية-
الذين توقعوا أن سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله سوف يعلن عن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة لم يستطيعوا أن يدركوا أن الإعلان إنما هو عن رؤية المملكة السعودية عام 2030 المعلن عنها في 25 أبريل، وأنه لم يكن ليفترض فيها الإعلان عن قرارات تمس تغيير واقع الحال للمواطن بشكل سريع، بقدر ما تحمل الرؤية قيمة أكبر من سن القوانين إلى مفهوم أشمل وهو تأسيس تطلع واضح ومنظم لمستقبل المملكة العربية السعودية.
على هذا الرابط من وكالة الأنباء الأمريكية لومبرغ تحدثت الوكالة عن الأمير ولقائه معها
http://www.bloomberg.com/news/features/2016-04-21/the-2-trillion-project-to-get-saudi-arabia-s-economy-off-oil
وفي جزئية احتلال المرأة جزءاً من الرؤية الاقتصادية كان الأمير الشاب واضحاً في الحديث عن رؤية المملكة لمستقبل المرأة السعودية.
ما لفت نظري في حديث الأمير نقطتان؛ هما أساس تعطيل استثمار القدرة النسائية في اقتصاد المملكة، وهما:
موضوع الوصاية على المرأة بمنع الحصول على حقوقها إلا بموافقة ولي الأمر مهما كانت درجة وعيه الاجتماعي وعدم تمكنها من التمتع بحق التنقل المترتب على حرمانها من قيادة السيارة، وهما في العمق أوسع في مدلول تمكين المرأة في المجتمع من قرارات يتم الإعلان عنها.
الرؤية هي ما يمكن به دراسة الواقع والتخطيط للمستقبل وفي هذا الحساب المدشن في موقع تويتر https://twitter.com/saudivision2030 عدد من التغريدات الموجهة بشكل مدروس إلى المتلقي السعودي وغير السعودي في مساحة الانترنت الرحبة للتعرف على الرؤية السعودية للدولة ذات التأثير القوي على المستوى السياسي والاقتصادي.
كإعلامية، أستطيع القول بأنه سيكون هناك وعي أكبر من قبل المواطن بهذه الرؤية في تقديم تفاصيلها المزمع الإعلان عنها في شهر مايو القادم.
لكنها منذ الإعلان الأول جاءت بروح شبابية مستثمرة لطاقة الشباب الذي يقل عمر 70% من أفراده عن30 سنة، وينظر إليها العالم على أنها أول خطة ستدخل الاقتصاد السعودي في «عصر اقتصاد السوق الحر» بعيداً عن أن تظل الدولة راعية لكل شيء.
ضمن هذا المفهوم فإن مطالب المرأة السعودية في تفاصيلها والتي ولله الحمد استطاعت في عهود سابقة تحقيق جزء منها منذ قرار التعليم التاريخي في زمن الملك فيصل -يرحمه الله وعلى مر العهود السابقة إلى أن وصل تمكينها في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز يرحمه الله إلى مستوى متقدم في العمل والسياسة فإنها وفق الرؤية الشبابية لعام 2030 لن تنفصل عن هذا التوجه الايجابي وفق حديث الأمير الشاب واقتناعه بأن المرأة السعودية لم تمارس بعضا من حقوقها في الإسلام وهو تعبير قوي يلفت النظر إلى سيطرة العرف مقابل الدين، والذي لا تستطيع الانقلات منه المجتمعات المحافظة إلا برؤية عاقلة متوازنة لإعطاء المواطن حقوقه بعيدا عن النوع وكما شرع الله له.
بارك الله لنا في مليكنا وحكومتنا الشابة، ويحدونا الأمل إلى التطلع إلى الغد بعين متفائلة واعية بحجم مسؤولية المواطن في بناء بلده.