سعد السعود
يصبح الشباب على شكوى.. ويمسي على قضية.. هذا هو قدر الشيخ هذه الأيام.. بعدما هجره الأحباب وتركوا جسده في عراء المطالب لينهشه الأغراب.. فتعددت المتأخرات.. وتضخمت الديون.. وعُدمت الرواتب.. ولا حل يلوح بالأفق.. أو حتى بصيص أمل.. لا شيء من ذلك يطبب خاطر العاشق.. ولا بوادر تهدئ من روع المتيم الولهان.. والغريب أن الكل يتحدث عن هذا الوضع المالي الكارثي عدا مسيري الليث رغم أنهم يسمعون الصرخات ويتردد في آذانهم صدى الصوت.. ومع كل هذا فلم يستثرهم الحال وكأنهم يستعدون لتقبل العزاء بالليث وهو على فراش الموت.
سيل جارف من كل حدب وصوب يكاد يغرق الشباب مالياً.. بدءاً من التركة الثقيلة التي خلفتها الإدارة المستقيلة.. لتتوالى الضربات واحدة تلو الأخرى.. وآخرها شكوى خطاب.. ليزيد الطين بلة صنيع الإدارة الحالية.. فأضرمت في نار الشباب المشتعلة أصلاً الكثير من لهيبها.. لتكبر كرة الثلج المادية.. ولم تسلم حتى إدارة خالد البلطان رغم أنها كانت الأوفى مع الشبابيين فسلمت النادي بلا ديون.. لكن ظهرت قضية جيباروف وهي من عهدها.
والشبابيون وهم يقرؤون تلك الشكاوي وهي تتهاطل يومياً كالمطر.. ويشاهدون تطاير شرر القضايا حتى وصلت للفيفا من كل قطر.. يضعون أيديهم على قلوبهم.. خوفاً من وصول الأمور لما لا تحمد عقباه.. من غرامات ثقيلة.. وربما يصل العقاب لخصم النقاط.. بل قد يتدهور الأمر إلى إنزال الفريق للدرجة الأدنى.
والحل الجذري الأسرع هو تدخل الرمز الذي كان هو الظهر والسند لكل إدارة.. وماء الحياة لجسد الليث عندما كانت تحل به معاناة.. وبظني فلا يخفى سموه ما وصل إليه حال الشباب مادياً من وهن.. خصوصاً ونجله الأمير فهد بن خالد هو من يدير النادي فعلياً بمعية إدارة النادي.. ولذا فالليوث يضعون آمالهم في سموه لينتشل الليث مما يعانيه.. ويتوقون لتدخله العاجل لمعالجة الأوضاع المتدهورة.
أما الحل الآخر فهو مبادرة كل متسبب بدين أو قضية أو شكوى بتسوية ما جنته إدارته.. فإدارة ابن سعد عليها الحمل الأكبر في ذلك.. خصوصاً وأن جل العقبات المالية كانت وليدة الموسم الماضي من إلغاء عقود وعدم دفع مقدمات وتراكم ديون وغيرها.. ولا أقل من تحملها لتبعات ما خلفته.. خصوصاً وهي من استلمت النادي وبشهادتها بلا ديون أو متعثرات مالية.. لتحمّل النادي بعد ذلك ما يئن منه الظهر من مطالبات بدءاً من صقر عطيف مروراً بالمحياني وانتهاء بموسى الشمري محلياً مما اضطر الإدارة الحالية لسدادها في يناير لتستطيع التسجيل.. أما دولياً فالملف وصل في بعضه للفيفا فالالتزامات تخنق الشباب.. فالإرث الذي أورثته للنادي ثقيل جداً ومن ذلك حقوق المدرب الألماني ستامب وأيضاً الكوري بارك والغاني انطوي وأخيراً الأردني خطاب وغيرها.
كما أن على إدارة الأستاذ خالد البلطان لتكمل خطوتها المميزة بإغلاق الملفات المادية في عهدها وقت رحيلها.. عليها الآن أيضاً إكمال ذلك العمل الجبّار بتسوية قضية جيباروف وهو اللاعب الذي تم التوقيع معه في عهد الإدارة وتم مغادرته أيضاً وقت رئاستها.. ولا أظن من بادر لسداد كل التزامات إدارته دونما طلب من أحد سيتكاسل عن تمام ما عمل.
أما الرئيس الحالي الأستاذ عبدالله القريني فأقدر له محبته وتفانيه في خدمة الشباب في كل المناصب التي تقلدها.. إلا أن فاتورة الموسم الرياضي باهظة جداً.. وتحتاج ملاءة مالية فلا يكفي الحب والتفاني لسداد الرواتب وتسديد المتأخرات.. وبالتالي فالاستقالة أراها أفضل قرار عطفاً على الناتج الفني والغرق المالي.. خصوصاً وقد أصبح الأستاذ القريني حالياً في مرمى مدافع النقد الشبابية من الجميع عطفاً على ما حل بالفريق.. بعدما تبخرت كل وعود المنافسة وآخرها المقعد الآسيوي.
أخيراً، فلا أبرئ بقية أعضاء الشرف فلم نسمع من البقية همساً.. ولا نقرأ لهم رأياً.. ولا نشاهد منهم دعماً.. وكأن الشباب لا يعنيهم.. وكلي دهشة فلم تتحرك فيهم شعرة لما حل في الشباب.. ولا أدري أين هم عن مقولة: (المنجزات وليدة الرجال المتحدون).. فمهما كانت الخلافات كبيرة إلا أنه يجب أن يتذكر الجميع بأنهم في ذات قارب العشق يركبون.. فهل يتقدمون خطوة للأمام ويجتمعون في القادم على قلب رجل واحد لنقاش الكارثة قبل امتداد تبعاتها.. أم ينزوون بركن بعيداً عن الليث وينتظرون مع الإدارة الموافقة على القرض البنكي.. ليباركوا خطوة إغراق الغرقان!!
آخر حرف
لا يبنى الحائط من حجر واحد.