علي عبدالله المفضي
كثيرا ما نجد في اوراق الشعراء الخاصة مقاطع تتكون من بيت او بيتين فيها من الإبهار والإدهاش والقيمة والرقي ما لا تعادله قصائد كاملة، وقد يشتهر شاعر ما ببيت واحد تصل شهرته إلى أبعد مما كان يتصور، والسؤال هنا لماذا اكتفى الشاعر بهذا البيت او البيتين فقط ولم يحاول أن يجعلها قصيدة كاملة، والأسباب هنا كثيرة قد يكون أحدها أن المعنى الذي يريد أن يقوله عندما شرع في كتابة قصيدته قد اكتمل في بيت كان هو المطلع والقصيدة في آن معا، حيث قال فيه كل ما يريد قوله ولأنه يرى أن قيمته عالية تردد أن يزيد عليه ما يفسد روعته وجماله وأبقاه كما جاء.
وقد أصبح الشاعر الآن مع وجود وسائل الاتصال الاجتماعية الجديدة يحاول الاختزال بقدر ما يستطيع ليصل إلى ما يفضله المتابع، وقد برز كثير من الشعراء الذين لم يكونوا من المعروفين في المشهد الشعري او الشعراء المعروفين الذين عمدوا إلى أخذ المهم من أبيات قصائدهم او كتابة أبيات جديدة تختزل ما يريدون قوله وبثها عبر (تويتر) وأخذت صدى جميلا لدى المتلقي مع أنها جعلتها عرضة للادعاء والسلب من ضعاف النفوس الذين يظنون أن ما ينشر عبر تويتر حق مشاع لمن أراد أن يسرقه وينسبه لنفسه ما لم يوثق الشاعر جميع إنتاجه من خلال نشره في مطبوعة موثوق بمصداقيتها ودقة القائمين على منابرها الأدبية إلى أن يأتي اليوم الذي يمكن فيه استرداد الحق الأدبي كاملا مهما كان ضئيلا ومعاقبة لصوص الفكر والمتطفلين بالعقاب الرادع الذي يمنعهم من ادعاء ما ليس لهم.
وقفة لـ/ عبد الله اللويحان:
الا يامال فرقا العين الا يامال فرقا العين
يابعد الفرق بين الناس ياخلاق ياكافي
خطاة الزول صورة يحسب الجمعة ضحا الاثنين
يغر الاجنبي زوله وفي ملبوسه الضافي
والى منك قرعت زناد عرفه مع هل التثمين
لقيته عملة ماتندرج مع كل صرافي