علي عبدالله المفضي
منذ أن عرفت الشعر وأنا لا أفرق بين الإعجاب بين قصيدة كُتبت باللهجة الدارجة أو الفصحى ليقيني بأن اللغة وعاء للشعر وأن الإذهال والإدهاش والجمال إذا تحقق في أي من الحالتين -الفصحى والعاميّة- فهنا المتعة التي أبحث عنها وأكرسها وأرددها وأتمثل بها وأحاول حفظها -برغم قلة حفظي- وأظن أن محاولة تأكيد أن هناك هوة بين الشكلين من الكتابة هو ضرب من الوهم، فالناس لن تتراجع عن كتابة القصيدة العامية وسماعها وتداولها إلى أن يعتدل اللسان ويعود الناس للتحدث بها جميعا بتلقائية متناهية ودون تكلف.
وأنا هنا لست بصدد إذكاء هذه القضية التي أُشبعت بحثاً ونقاشاً وجدلاً، ولكن الشيء بالشيء يذكر فحديثي عن القصائد التي يكتبها الشعراء كل بطريقة الآخر وتبقى حبيسة الأدراج إلا ما ندر، العجيب ومن خلال ما اطلعت عليه وربما ما قد اطلعتم عليه منها أن شاعرا فصيحا أو عاميّا كبيرا حينما يكتب قصيدته بطريقة الآخر تأتي أقل مما تتوقع وتتمنى لو لم يكتبها ليبقى على ما في ذهنك عنه من روعة وادهاش وقد يجمع شاعر بين الحالتين وبشكل متقارب لكنه قليل.