فهد بن جليد
لا أحد يُزايد على دور المواطن السعودي، والمقيم الصالح على هذه الأرض الطاهرة، في رفض الإرهاب والسعي لمحاربته والقضاء عليه بشتى الطرق، وكشف المتورطين فيه مُنذ (المعركة الأولى)، فالمملكة كانت من أوائل الدول على مستوى العالم، التي آمنت بدور الشعوب في هذه المعركة، لذا حثت الجميع على المسارعة في الإبلاغ، ورصدت لمن يدلي بمعلومات تقود لكشف الإرهابيين (مكافآت مالية مُجزية) مع ضمان السرية.
تضافر جهود المواطنين والمقيمين مع رجال الأمن هو (الفيصل) في معركتنا للقضاء على هذه الآفة, وهذه ثقافه نستقيها من (ديننا الإسلامي) وعقيدتنا الراسخة البريئة من العنف والإرهاب، ومن مواطنتنا الحقة، لذا كانت إسهامات المواطنين والمقيمين فاعلة وهامة، وهي نقطة يجب أن نُبرزها، ونفخر بها.
هذا المجتمع كان رافداً من روافد الأمن في بلادنا برفضه لمثل هذه الأعمال المقيتة، وبثقته في دور وقدرة رجال الأمن المخلصين في معالجة الوضع، لذا لم يكن مُستغرباً أن يكشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية يوم - أمس الأول - عن أن « أكثر من 70 % من المعلومات حول الإرهابيين والمتورّطين، يوفرها للجهات الأمنية المواطنون والمقيميون، وأن بلاغات أولياء الأمور للرقم 990 مستمرة عن تغيب أبنائهم أو ارتباطهم مع جهات مجهولة»، مُشكلتنا سابقاً كانت مع وجود شيء من (الصمت والسلبية) مع التردد في الإبلاغ كون (التجربة جديدة)، ونتيجة لعدم فهم الدور المُنتظر من أسرة (المُختفي)، أو التخوّف من تبعات الإبلاغ عن أشخاص (مُريبين) أو (تصرفات) تُثير الشك؟ أمّا اليوم فقد انجلت الرؤية، وباتت الأمور أكثر وضوحاً، وهو ما يدعو للارتياح!
جميع الأجهزة الأمنية في العالم تبحث عن تعاون (مواطنيها) في الحرب على الإرهاب، قد تنجح وقد تفشل في ذلك، أمّا المواطن السعودي فسيُسجل له التاريخ بمداد من ذهب أنه كان (حاضراً بقوة) منذ البداية لمساندة (رجال الأمن) في حربنا على الإرهاب، بمواقف فريدة، تُدّرس على مستوى الشعوب.
وعلى دروب الخير نلتقي.