سلمان بن محمد العُمري
قرن الله سبحانه وتعالى الصبر بأركان الإسلام في قوله:(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ)، وخصال الخير والحظوظ العالية لا يلقاها إلا أهل الصبر لقوله تعالى: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ}.
وللصبر فضائل عظيمة وكثيرة حيث يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، ويقول تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: «وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر».
والحياة سلسلة طويلة من الحالات والإشكاليات والظروف والمواقف والاحتمالات والآلام والأفراح والأتراح والأحزان والمسرات والشدائد، وعلى الإنسان أن يحياها يؤثر فيها وتؤثر فيه، وفق ما يريده الله تعالى لبني البشر.
إن الإنسان يتكيّف مع الظروف المختلفة بأنواع مختلفة، وأشكال عديدة، تأخذ ألوان الطيف، وقد تكون استجابته موافقة للمطلوب، وقد تكون دون ذلك، وقد تكون أكثر من ذلك، ويختلف ذلك بالطبع، باختلاف الأفراد وبيئاتهم، والمؤثرات المختلفة عليهم، وكذلك باختلاف الأزمنة والأيام.
إن ما يسمى بطول النفس، وطول البال أمر مطلوب فـي الحياة، والمعدن الزكي العطر الطيب لا بد أن يثبت وجوده، وينال مراده طال الزمن أم قصر، وطبيعة الحياة تفرض ألا تتحقق كل الأماني والأحلام والأمنيات دفعة واحدة، لا بد من التدرج، وخصوصاً أننا نعرف أننا فـي مجتمعات فـيها أفراد لم يأخذوا بعد بمنهجية الإسلام الصحيحة على أصولها، ألا وهي عملية دفع كل ذي موهبة للأمام بدل سحبه للوراء، إننا لا نزال نرى أفراداً يكرهون تفوق غيرهم وتقدمهم، وبالتالي يحاولون العرقلة بأي شكل من الأشكال الإدارية أو الفنية أو المالية أو المعاملاتية أو غير ذلك، وعلى المتفوقين بنفس الوقت أن يتحلوا بالصبر، وطول البال، والأناة من أجل مرادهم المشروع، وصبرهم سيعود عليهم بالنفع، وعلى أمتهم بالخير، فالصبر الصبر يا أصحاب الصبر، جعلنا الله وإياكم من الصابرين المحتسبين.
علمتني الحياة. . أنّ الكبير ليس من يراه الناس كبيراً، بل الكبير من ملأ قلوب أحبابه أدباً، وأخلاقاً، وتعاملا حسنا.
صدق الشاعر بقوله:
لا تنتظر من ناقص العقل حكمة
ولا تنتظر من فاقد المرجلة خير
ولا يغرّك في الردي لمعة «اسمه»
الريش ما طيّر نعامة وهي طير