د.عبدالعزيز العمر
ونحن السعوديون اليوم على متن الرحلة العظيمة رقم 2030 المتجهة بنا نحو مستقبلنا، أجد نفسي محاصر بأسئلة تعليمية حارقة، ومنها: لماذا يمنح نظامنا التعليمي أكثر من 90% من معلميه تقدير أداء وظيفي ممتاز، في حين أن نصف معلمينا المتقدمين لاختبار الكفايات التعليمية (قياس) يفشلون في اجتيازه؟ كيف نجح نظامنا التعليمي في جعل مهنة التعليم لدينا طاردة إلى الحد الذي أصبح لا يتقدم لكليات التربية إلا الثلث الأدنى من خريجي الثانوية العامة ممن أوصدت أمامهم أبواب الكليات الأخرى؟ لماذا يحتفظ نظامنا التعليمي بقيادات تعليمية مركزية لسنوات طويلة رغم أن التجربة - بل التجارب -السابقة معهم لم تكن مشجعة؟ لماذا ننفق الملايين على مبان مدرسية ثم نكتشف بعد استلام المبنى المدرسى بأسابيع قليلة أن المبنى المهزلة نفذ بأسلوب أي كلام ودون متابعة صارمة للتنفيذ؟ لماذا ننفق الملايين على إرسال وفود إلى دول متقدمة تعليميا لتطلع على أحدث التجارب التعليمية العالمية ثم نفشل في الاستفادة محليا من تلك التجارب؟ لماذا لانكون على درجة عالية من الشفافية مع كل المعنيين بالتعليم لنكشف لهم عن المستوى التعليمي الهزيل لطلابنا كما أوضحته اختبارات محلية (أفادني بذلك قادة تربويين أتشرف بتدريبهم)؟ لماذا تستمر الحوادث المدرسية القاتلة دون أن يظهر في الأفق ما يدل على أننا في الطريق الصحيح نحو تحجيمها؟ لماذا المعلم المبدع المنجز لا يختلف في عين نظامنا التعليمي عن المعلم المتكلس المتهالك الأداء؟ لماذا عجزنا حتى الآن عن توظيف البحث العلمي لخدمة التعليم، واعتمدنا بدلا من ذلك على رؤى المقربين والانطباعات الشخصية؟. أسئلة تعليمية كثيرة تحاصر المعنيين بالتعليم دون أن يجدوا لها إجابات شافية حتى الآن.