كوثر الأربش
محمد سليمان العنزي، سعودي الجنسية، سبق إعلان اسمه ضمن قائمة المطلوبين أمنيًّا لعلاقته بحادثة تفجير مسجد العنود. هكذا كنت أقرأ خبر الكشف عن هويات قتلى خلية وادي نعمان الإرهابية، التي نجحت القوات الأمنية في مداهمة وكرهم في مكة، بعد متابعة ورصد تحركات عناصر الخلية ميدانيًّا وإلكترونيًّا، إلى أن وقعت عيني على «العنزي»، وشعرت بقشعريرة هائلة، ووخزة لا تشبهها شيء؛ ليس لأنه كان مشاركًا في قتل ابني وأبناء أختي في تفجير العنود، لا.. ليس هذا؛ بل لأني فكرت بعدد الأمهات والزوجات اللواتي تم إنقاذهن من حريق الفقد، قبل أن يحدث.
في اللقاء التشاوري السابع عشر لوزراء الداخلية بمجلس التعاون في رجب الأخير، الذي ترأسه ولي العهد، قال بكل قوة: «الأمن مطلب يمس حياة جميع العاملين عليه والمستفيدين منه، وهو صمام الأمان، به تستقر وتعتز الأوطان». هكذا قال، هكذا وعدنا بأن ينذر طاقته من أجل الحفاظ على أمننا وسلامنا، وكما وعد، وكما هو دائمًا، حقق ما قال.
هذه ليست رسالة تملق؛ فأنا لا أجيد فعل ذلك؛ إنما رسالة شكر؛ لأنه ساهم بعد الله تعالى في تحقيق العدالة في من شارك بقتل أولادنا في العنود والدالوه وعسير وغيرهم من الأبرياء الذين أرادوا فقط أن يحافظوا على تماسك الوطن وحمايته. شكرًا لأنه ساهم بعد الله تعالى في عدم مضاعفة عدد الثواكل والفاقدات. وأنا التي أعرف ماذا يعني أن تفقد، أن تعيش بذاكرة لا تكف عن تذكر من تحب الذي تعرف يقينًا أنه لن يعود!
سمو ولي العهد:
إني أهيب بكم وبكل العاملين على أمن هذه البلاد إلى مواصلة هذا الجهد الضخم، وتخليص أرضنا الطيبة من كل الأوكار، وكل العناصر الضالة التي سكن الشيطان رؤوسها، واستهدفتنا في مساجدنا ومراكز أمننا، وأحلامنا أيضًا. وأنتم أهل لذلك إن شاء الله. كما أشكرك على توسيع آفاق التشاور والتنسيق بين الأجهزة الأمنية، وتفعيل دور المكونات الوطنية في تحقيق الرسالة الأمنية. وأذكّر إخوتي المواطنين بدورهم الحقيقي في الكشف عن أي تحركات مشبوهة، والإبلاغ عنها فورًا؛ حتى تصبح مفاجآت هؤلاء الانتحاريين الدموية شيئًا من الذكرى التي تتلاشى مع تقادم الزمن.