علي عبدالله المفضي
لا شك أن فن (الشيلات) قد انتشر خلال السنوات القريبة الماضية انتشاراً ملفتاً يجعل المتابع الدقيق يتوقع أن ما يجري ربما كان صرعة أو موضة ستصل إلى مداها ثم لا تلبث أن تنحسر شيئاً فشيئاً إلى أن تأخذ مكانها الطبيعي بين الفنون، فالشيلات فن جديد لفت انتباه المستمع كمنتجٍ جذب أذن المستمع لما طُرح من خلاله من تناوله إلى جانب ما كانت تتناوله الأغنية مما يهم المستمع إلى جوانب كثيرة من شؤون الحياة وعدم التركيز على الجانب العاطفي فقط.
والمنصف يعترف أن (الشيلات) قد استقطبت جزءًا من جماهير الأغنية كما استحدثت جمهوراً لم يكن يستمع إلى الأغنية أصلاً تجنباً لسماع الموسيقى، وقد دخل في هذا الفن كما في غيره الجيد والرديء من الأصوات والقصائد، وللإنصاف فقد أحيت الشيلات كثيراً من ألحان الفلكلور الشعبي المعروف والمنسي ولكن الكثير من النقاد يأخذون على أهل الشيلات ادعاءهم الألحان وعدم الاعتراف بالحقوق الأدبية لأصحاب الألحان الحقيقيين وأسبقيتهم لهذا اللحن أو ذاك.
وسيكون لنا هنا بإذن الله وقفات حول هذه الظاهرة من خلال لقاءات واستطلاعات تبحث وتتقصى لتصل بالقارئ الكريم إلى حقيقة (الشيلات) ومدى أثرها على المتلقي وطول بقائها من عدمه وجميع ما يهمه الاطلاع عليه من أسرارها وخفاياها وما لها وما عليها.