سلطان المهوس
في الغرب تتلهف وسائل الإعلام والوكالات العالمية على حصرية شراء منتجات «الباباراتزي»، وهم مجموعة من المصورين الهواة الذين يلاحقون المشاهير لتصويرهم بكل أحوالهم وأحيانا يخلقوا موقفا بالعمد ليكون للصورة تشويق أكثر، والربح المالي هو هدفهم الأساسي بجانب الهواية والشغف وتبدي وسائل إعلام عربية قليلة اهتماما بالأمر لكن «الباباراتزي» العربية شبه مفقودة لاعتبارات قيم المجتمع وأنظمة الدولة أكثر من الحرية.
انفتاح وسائل التواصل الاجتماعي جعل كثير منا هنا في السعودية يعمل كباباراتزي فالمقاطع والصور تهطل على مدار الساعة لكل حدث.
السؤال: ماذا لو وجد باباراتزي متخصص بمشاهير الرياضة لدينا؟، سيقول أحدكم: ما يحتاج عارفين البير وغطاه.
إذن ما دمتم تعرفون البير وغطاه فما الذي يمنع التحرك لوقف حالات ارتكاب الممنوع والمخالف بينهم وأخص اللاعبين تحديداً؟.
سلوكيات اللاعبين ذوي العقود المليونية والرواتب المجزية ليست ملكهم وعليهم فروض الطاعة والاحترام للمبادئ والواجبات وتحقيق الجودة وترك طيش المراهقة والجنون السلوكي والنزوات التي بهذلت عدداً من النجوم وفضحت حتى التستر عليهم من قبل رؤساء الأندية والذين يسهمون بصمتهم وتدليعهم في انهيار كل القيم لدى اللاعبين وهو ما جعلنا في الأخير نعجز عن تخطي أضعف الأندية والمنتخبات قاريا إلا بشق الأنفس.
قصص يشيب لها الرأس تنامت مع دخول مدمني الشهرة الرياضية وأصحاب الأموال ممن لا باع لهم بالرياضة سوى باستمالة الإعلام وبعض مقدمي البرامج التلفزيونية لينتجوا فقراً سلوكياً واحترافياً بل حتى فقراً مالياً يتم اكتشافه بعد رحيلهم.
خسرنا مدربين كبار ووصفناهم بالفاشلين ولم نعر انتباهنا لقائمة عناصرية بسلوكياتها المجنونة هي السبب بكل الفشل بل والانحطاط المتنامي كرويا.
فتشوا داخل الاستراحات والشقق والشاليهات وستجدون لماذا فرقكم ومنتخبكم تمشي بشكل أعرج وبمزاجية غريبة!.
فتشوا عن أولئك الذين يخفون الحقائق عنكم ويرمونها على المدربين واللجان والحكام.
فتشوا عن سر انهيار مستويات عدد من النجوم الأجانب بعد أن يخترقهم السوس السلوكي من أقرانهم المحليين لاعبين وإداريين وشرفيين.
انظروا لأشكال اللاعبين؟ دققوا بملامحهم؟ أوزانهم؟ انفعالاتهم؟.
لن تحتاجوا لباباراتزي يكشف أين كانوا وإلى أين سيكون مصيرهم؟؟.. اهتموا بملاحقة من همه السلطة والقرار والتحدي الذي يصل للتدمير، اكشفوا حقيقة علاقات اللاعبين بالشرفيين والإداريين، أرجوكم.. لا تصدقوا كل من يقول المدرب السبب.
لقد مر هنا آلاف المدربين وبقي إحساس اللاعب وقوته السر الكبير في المنجزات.
لا تنخدعوا بمراهقي الأندية وعاشقي السهر ممن يحظون بغطاء إعلامي وجماهيري يقلب الجريمة لساحة غفران.
لا تضحكوا على أنفسكم ولا تخدعوا مبادئكم كما يفعل بعض رؤساء الأندية والإعلاميين وواجهوا حقيقة ما يحصل من فساد مالي وأخلاقي بقوة، فلا عيب أن نطرد السوء ونحاربه بدلاً من تجميله أو الالتفاف على ضحية بريئة تنكوي وحدها بناره.
الأمور واضحة جداً.. إدارات متسترة.. نجوم متدمرة.. مدربون حائرون.. إعلام جبان.. شرفيون صامتون.
هذا الأمر يخرج منه الشرفاء فقط ومن ليس لديهم مواطن السوء فهم القلب النابض والوجه المشرق لرياضتنا وعلينا واجب دعمهم بقوة، والضامن هنا إبراز صورة الحقيقة أمام الجميع لنصنع مجتمعاً رياضياً منضبطاً لا يتحكم فيه الفاسدون أبداً.