فوزية الجار الله
وهل بقي في المحبين المواطنين المخلصين لهذا الوطن من لم يعلن فرحه وابتهاجه برؤية 2030 التي احتلت رأس القائمة في وسائل الإعلام مؤخراً، والتي تهدف إلى احتواء هذا الوطن شبراً شبراً برماله ونخيله لجعله أكثر تفوقاً وضياء وتدفقاً بكل ماهو جميل .. هل ثمة من لم يعلن فرحه واهتمامه؟ أقول بمنتهى الواقعية، ربما فيهم من لم يعلم، بعضهم مستغرق غارق بمشكلاته وآخرون لا يتابعون الإعلام إلا نادراً لسبب أو آخر..
الرؤية تعني التطلع والتوجه والصعود إلى مشارف النجاح والتفوق رأسياً وأفقياً حين تستقرئها وتتبع مسارها تجد أنها تعني خطة جديدة أكثر عمقاً وشمولية، تعني صفحة تُطوى وأخرى تُفتح، ندرك جيداً حجم التحديات العالمية والاقتصادية والسياسية في وقتنا الحاضر لكن في الوقت ذاته نثق كثيراً بوطننا وحكومتنا التي تبدو في حالة اتجاه صاعد نحو الأجمل بإذن الله، بفضل الله ثم بفضل طموح الشباب وسواعد المخلصين من مواطنيها من كافة الفئات صغاراً وكباراً، في كافة مواقع أعمالهم . هي صفحة تطوى وأخرى تفتح، مشهد يغيب وآخر يظهر تحت الأضواء لكن الأمر حين يخص دولة ومجتمعاً نابضاً متغيراً فالأمر يتعدى كونه إغلاق صفحة وفتح صفحة أخرى جديدة كما تفعل حين تفتح سجلاً جديداً أو تمزق ورقاً قديماً لعدم صلاحيته للمكان والزمان، أو تنتقل إلى مربع آخر أكثر بياضاً، في حالة المجتمع والدولة الأمر يبدو أعمق وأبعد، لا تستطيع بناء مستقبل أجمل حتى يتم تنظيف الغرف القديمة وفتح النوافذ للشمس والهواء لتتم عملية الإحلال بمنتهى الإخلاص والشفافية. أشير في حديثي بان ثمة ما ينبغي إصلاحه ومحاكمته ولا ضير من الاستفادة من تجارب دول أخرى مثل سنغافورة وماليزيا .. قصدت من خلال حديثي العمل جدياً على النظر في قضايا الفساد السابقة التي أشبعت من قبل البعض بحثاً وتحليلاً .. النظر أيضاً في المشاريع المتعثرة ودراسة أسباب ذلك وإعلانه عبر وسائل الإعلام بمنتهى الشفافية، أيضاً النظر في الوعود الحكومية التي لم يتم إنجازها بعد كما هو الأمر بالنسبة للمساهمات المتعثرة التي لم يتم تصفيتها بعد ولازال كثير من المساهمين بانتظار حقوقهم بناء على وعود وزارة التجارة الموقرة . الحديث يطول في هذا المسار ويتشعب، لكن يمكن إجماله والتنبؤ بمستقبل أكثر إشراقاً بإذن الله إذا ما تم تكثيف الاهتمام ببضع ركائز أساسية أهمها: مراجعة وتحديث الأنظمة والقوانين ووضع التشريعات الغائبة موضع التنفيذ، ومن ثم تطبيقها بعدالة على الجميع، إضافة إلى الشفافية فيما يختص بالمشكلات والقضايا العامة التي تخص المواطنين بشكل مباشر، أخيراً أكرر وأؤكد بأننا نثق بحكومتنا، ندعمها ونؤيدها في كل ما من شأنه ضمان التفوق والتألق والشموخ لهذا الوطن.