عروبة المنيف
يطل علينا شهر رمضان في كل عام والسيناريوهات الاستهلاكيه المحمومه لا تتغير بل تزداد وكأننا في «مجاعه» «فالجنون الاستهلاكي» يصبح في أوجه ويصيب الغالبيه، ما يتطلب التدخل ودراسة الحاله لمعرفة أسباب ذلك «الجنون» الذي يصيب الناس تحضيراً لذلك الشهر ومعالجته نفسياً واجتماعياً وصحياً ودينياً أيضاً.
تؤكد الإحصائيات إلى أن إجمالي إنفاق الأسر السعوديه على السلع الاستهلاكيه في رمضان يرتفع إلى ما يفوق الـ20 مليار ريال وهو ما يعادل إنفاق ثلاثة أشهر، وبنسبه زياده تتراوح من 150- 200% وهو ما يعتبر اضطراباً غير مبررٍ في الاستهلاك وضعفاً في الوعي الاستهلاكي يدعو إلى للتدخل السريع.
إن «الجنون الاستهلاكي» الذي رافق مقطع الفيديو الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي والذي يظهر التقاتل والصراع من أجل شراء «عجينة سمبوسه البف» ماركة الأميرة، من أجل تخزينها لشهر رمضان، أصابني بالصدمة والحيرة أيضاً في أن هناك «سحراً عجيباً « في تلك العجينة والتي نفذت بسرعة البرق من الأسواق !.
الجنون الاستهلاكي على المواد الغذائية المرتبط بشهر الصوم يترافق مع جنون محموم لشراء الأواني المنزلية، وتشتكي الخزائن المنزلية من التخمة لتتوسع دائرة التخمة من البطون لـ «خزائن المواعين».
لقد تعلمنا منذ صغرنا بأن الحكمة من الصيام المفروض علينا وعلى من سبقنا من الأمم هي الصبر والتقوى من خلال ترك المباحات «من أكل وشرب وغرائز حسية أخرى» بهدف تربية النفس على ترك المحرمات من غيبة ونميمة وفحش وبهتان وغيرها من أخلاق سيئة، فالصيام يدرب النفس على قوة الإرادة والتحكم في الشهوات من خلال الزهد في الأكل والشرب والشهوات الأخرى الحسية.
أين ذلك الزهد الذي تحول إلى» شره استهلاكي حسي»، فالجانب الروحي الواجب تعزيزه في ذلك الشهر كان قد طغى عليه الجانب المادي من خلال المبالغة في الاستهلاك المادي المشبع للغرائز الحسية.
لقد بات القصور في الوعي الجمعي واضحاً وخصوصاً فيما يتعلق بالهدف السامي للصيام وتكرار ذلك المشهد الاستهلاكي سنوياً.
التوعية يجب أن تشمل الجميع والانطلاقة يفترض أن تكون قبل شهر رمضان بشهرين وأكثر لتكون أكثر تأثيراً ومن خلال حملات توعوية تتضافر فيها جهود القطاعين العام والخاص، كوزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية، وحماية المستهلك والهيئات الإسلامية مع تبني ورعاية القطاع الخاص لتلك الحملات من منطلق المسؤولية الاجتماعية».
أعجبتني تغريده تضرب على وتر التبذير وددت أن أنهي كلامي بها، «أخفضوا أصوات ترفكم.. إن حولنا أمم تتألم».