حمد بن عبدالله القاضي
* ما كنت أود النشر عن هذه القضية لسببين:
أولا لأن المواقف فيها مزعجة لا يكاد يصدقها عقل، وثانيا أني رأيت أن العقوبة التي يتم تطبيقها في مثل هذه القضايا غير رادعة، ولن تفضي لعدم تكرارها مرة بل مرات أخرى، كالعقاب الذي أصدرته إدارة تعليم الرياض تجاه طلاب جعلوا من «معلمهم» مسخرة.
هذه القضية تتعلق بسلوكيات تحصل بالمدارس، وهي إذا استمرت فقل: سلام على التربية بالمدارس قبل التعليم.
إن ما يحدث بالمدارس سيجعل من المعلم أمامهم «سقط متاع» فلا هيبة ولا احترام له بل سيسكنه الخوف ولن يستطيع أن يؤدي عمله ورسالته.
**
وهذه نماذج مؤسفة موثقة نشرتها صحيفة الحياة بتقرير لها:
«1»
*طلاب يلعبون»البلوت» بالفصل
مشهد بإحدى المدارس، لم يحدد اسم المدينة: جلسوا يلعبون «البلوت» بالفصل والمعلم يتغاضى عن ذلك ليس لفقد هيبته فقط بل خوفاً منهم لأنه يعرف أن الأمر سينقلب عليه لو عنّف وليس يضرب!- أين نحن والاحترام لمعلمينا والهيبة منهم!
«2»
* طالب يسحب كرسي المعلم فيسقط على الأرض بالفصل
مشهد آخر مصور بمدرسة بمدينة عنيزة يعرض صورة طالب يقف خلف معلمه بالفصل وهو يشرح لطالب آخر، فما كان من الطالب المستهتر إلا أن سحب كرسي المعلم وعندما أراد المعلم الجلوس سقط على الأرض وسط ضحك وسخرية الطلاب بالفصل!!.
«3»
* طلاب يحولون ممر المدرسة لقاعة تزلج بعد سكب الصابون فيه
أخيراً وليس آخراً:
مدرسة بتبوك يحول بعض الطلاب فيها أحد ممراتها لقاعة تزلج بعد أن سكبوا «صابوناً» عليه ليلعبون فيه بكل استهتار.
هذه مشاهد لا أجد وصفا ينطبق على بشاعتها واستهتارها، وبالتالي الإهانة للعلم ومعلِّمه، والسؤال كيف يستطيع المعلم التدريس وهو يواجه مثل هذه السخرية؟.
**
**أثق أن هذا الأمر سيجد كل الاهتمام من معالي وزير التعليم د. أحمد العيسى ومن مسؤولي الوزارة وإدارات التعليم وذلك بسنّ عقوبات رادعة تلحق بلائحة السلوك، فالتربية قبل التعليم، فضلا عن ذلك نشر الوعي حول مكانة المعلم وضرورة احترامه منذ دخول الأطفال المدارس، وقبل ذلك واجب ورسالة الآباء والأمهات بزرع التقدير للآخرين وخاصة معلميهم قبل أن يلتحقوا بالمدارس والروضات.
وبعد: رحم الله زمانا كان الطالب والطالبة يهابان المعلم والمعلمة ويحترمانهما، حتى إذا دخلا الفصل كأنَّ على رؤوسهم الطير، واستطاع المعلمون عندها أداء رسالتهم التعليمية والتربوية فكانت مخرجات التعليم على أفضل مستوى، وإذا ودع الطلاب المدارس يكونون ظفروا بتعليم يلجون به أبواب الجامعة دون مركز قياس أو كليات تحضيرية.
**
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
* لو أخذنا بهذا الأمر الإلهي لأسهمنا بأمن الوطن وتقلصت الإشاعات:
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء
** آخر الجداول**
«وكل امرئ يولي الجميل محبب
وكل مكان ينبت العز طيب»
ما أبهى أن نزرع الجميل فيحبنا الناس / ونغرس الطيب ليعبق المكان.