فهد بن جليد
الناس في تويتر مُنقسمون، هناك آراء مطروحة تعبّر عن وجهة نظر أصحابها، وهناك آراء مُصادرة تختبئ خلف (رأي القطيع) أي كتابة الرأي أو التعليق وفقاً لتوجه رأي الأغلبية؟!
الانتماء لثقافة (المجموعة) أمر في غاية الأهمية، ومكوّن طبيعي وشرط للبقاء في الحياة، فالإنسان بطبعه اجتماعي لا يحب الاستقلال بآرائه وأفكاره، والانشقاق عن الموروث المجتمعي المُتفق عليه، نحن نتحدث عن الآراء المطروحة - عبر شبكات التواصل - حول مجمل القضايا الاجتماعية والحياتية اليومية، والتي يُعاب عليها الدخول ضمن ثقافة و(فكر القطيع) الملموس من خلال الرتويت على طريقة مع الخيل يا شقراء، دون تفكير أو التفات لمصلحة وطن أو مجتمع، أو حتى الرجوع لرأي أهل العلم والثقات في توتير، كثرة المشاركة - بعشوائية - حول رأي مطروح على هذه المنصات، يعطي القضية أهمية (صورية) لا تتجاوز هذا العالم الافتراضي!
برأيي أن -إرادة - الأغلبية من رواد هذه الوسائط سُلبت، وباتوا كمن يُدار بأزرار الهواتف الذكية، من غير المقبول أن يُحرّكنا هاشتاق في تويتر، نرعد ونزبد، وكأننا جيش (عرّمرم) بكثرة الرتويت، والإعجاب، والتعليق، دون تفكير في مدى قناعتنا بما طُرح (دينياً ووطنياً)؟!
الوطن لا يحتاج (مُصفقين) عبر شبكات التواصل الاجتماعي، رأيي ورأيك الصريح والمُستقل بعيداً عن تأثير (الهاشتاق والرتويت) هو ما يُشكّل (الرأي العام) حول القضايا المطروحة، تنازلي وتنازلك عن هذا الحق، وإحجامنا عن المشاركة في طرح القضايا الوطنية والمجتمعية الهامة، وترك المهمة لبعض (المُغردين) والاكتفاء بالرتويت أو التعليق كرّدة فعل (خطأ كبير) بحق أنفسنا ومُجتمعنا!
إذا لم تستطع قول رأيك (بصراحة)، فلا تؤيّد آراء الآخرين وأنت غير مُقتنع بها، هذه من أكبر أخطاء شبكات التواصل اليوم، نحن ندفع الثمن عندما يُعتقد أن هذا هو رأي المجتمع، في ظل غياب مراكز نشطة أو مُحترفة لقياس (الرأي) على أرض الواقع بشكل مُستمر!
وعلى دروب الخير نلتقي.